الثلج

لـ سهام آل براهمي، ، في غير مصنف

الثلج - سهام آل براهمي

تَحَسَّسْنَا رَوَاحًا عَابِرَ الفَجْ
وَمَالَ صَقِيعُهُ فَجرًا وَأدْلَجْ

سَمِعْنَا صَوْتَ إِنْبَاءٍ لِضَيْفٍ
يمُرُّ عَلَى الجِوَارِ أَضَافَ بَهْرَجْ

أَزَائِرَنَا علَى نَفَحَاتِ خَيْرٍ
مَرَرْتَ بِمَرْجِنَا مَرْحَى فَعَرِّجْ

بِلُطْفٍ دَبَّ مُنْسَابًا، تَهَادَى
بِلَيْلٍ سَاكِنِ سُكْنَى المُغَنَّجْ

وَعَادَتُهُ الفُجَاءَةُ دُونَ طَرْقٍ
بِصَوْتِ الرَّعْدِ وَالبَرْقِ المُبَلَّجْ

وَعَادَتُهُ السَّكِينَةُ فِي انْتِشَارٍ
لِنُورِ أَبْيَضِ الْوَجْهِ المُدَبَّجْ

تَأَمَّلْ رَوْنَقًا فَاقَ نَقَاءً
بِسَاحَاتِ المَدَائِنِ قُمْ تَفَرَّجْ

سمَائِي تَنفُشُ الغَيْمَ المُدَلَّى
كَنَفْشِ القُطْنِ فَوْقَ الأَرْضِ مَنْهَجْ

تَنَاثَرَ أنْجُمًا بَعْدَ انفِتَاقٍ
عَلَى الجَرْدَاءِ ثَوْبًا بَاتَ يُنْسَجْ

وَلاحَ جَنَاحَ بُرْنُسهِ فَغَطَّى
مِسَاحَاتِ الفِنَاءِ كَذَا المُدَرَّجْ

فَأَمْسَيْنَا عَلَى النَّفْحِ المُثَلَّجْ
وَأَصْبَحْنَا عَلَى نُورٍ تَمَوَّجْ

مُحَيَّا يَأسِرُ القَلْبَ المُعَنَّى
فَنُورِ اللهِ لِلمَيْدَانِ دَبَّجْ

مَحَاسِنُهُ وَ مَا أَدْرَاكُمُوهَا
إذَا أحْصَيْتُهَا نِعَمًا تُتَوَّجُ

وَأنْفَاسُ الصَّقِيعِ إذَا تَصَافَتْ
مَعَ الإشْرَاقِ ذَابَ الجَدْبُ وارْتَجْ

وَ سَاحَ الدَّرْبُ جَدْوَلَ ذِكْرَياتٍ
لِبَردٍ أَدْفَأَ الأرْوَاحَ، أَبْهَجْ

وَيُدْهَشُنَا كَمَالُ اللهِ فَضْلاً
عَلَى جُمَلِ الجَمَالِ فَقُمْ تَفَرَّجْ

أَخِيِرًا أثْلَجَتْ والكَوْنُ بَهْرَجْ
وَغَيْثُ اللهِ بَعْدَ القَحْطِ أنْتَجْ

فَسُبْحَانَ الذِي أسْقَى فُجُوجًا
وَفَجَّ حَيَاةَ أَحيَاءٍ وَأَخْرَجْ

© 2024 - موقع الشعر