كرة الثلج

لـ أحمد بشير العيلة، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

كرة الثلج - أحمد بشير العيلة

المنفَى
 
حمضٌ مسكوبٌ فوق الجلد
 
وأنا أتآكلُ
 
جَدّاً ... جَدّاً
 
نبضاً ... نبضاً
 
يا مطرُ
 
لِمَ لمْ تأت ؟
 
وتغسل هذا الحمض
 
سمائي مُنَتّفَةُ الغيم
 
وأنا أرتجفُ من الصحو ِ
 
الثلج كثيرٌ في جسمي
 
خنقَ الأنهار
 
لا خبر يفرح
 
لأن النساء بعيداتُ جِدّاً
 
واليخوتُ جوامد .
 
...
 
قلبي نهرٌ متقوقع ٌ
 
ومنزو في الرفّ
 
مكانهُ خواءٌ لا يُطاق
 
ريحٌ عاصفة ٌ
 
كرةُ ثلجٍ تنزلقُ على تجاعيدي
 
تكبرُ .. تكبرُ حتى ابتلاعي
 
من له القدرة أن يوقفها
 
أُعطيه كلَّ الدوالي
 
فضاءً صغيراً له .
 
...
 
قلبي مفتوحٌ للريح
 
النبضُ صريرٌ مزعج
 
ينقرُ رأسي طولَ الليل
 
يبلعُ كلَّ الأنهار المكتوبة صبح الأمس
 
لا يتركها ترسمُ خارطةً لخَضار
 
قلبي مفتوحٌ للريح لتزعق فيه
 
نزعتْ بمرارة
 
صورَ الشهداء من الجدران
 
وقضايا صغري
 
أَلَّفَهَا العشاقُ بلا وعي ٍ ... شِعراً .
 
المنفَى
 
أسوأُ عنوان
 
ما إن يبتعد شموخُك
 
حتى يتمدد قَصَبٌ وحشيٌّ حولك
 
يطعن بحوافٍ من ريح ٍ
 
تنحتُ قسوتَها في جذعي
 
تدوسُ على أوراق القلب الساقطة على طرقٍ تهوي
 
تتشبثُ أضلاعي بغصنٍ من صور الأصحاب
 
أتدفّأُ من جمر الأصحاب .
 
ذاكرتي
 
قِطْمِيرٌ حاولَ أن يستجدى الطقس
 
ويغطيني
 
لا من لمسة ماءٍ تفرد كفي سعفاً
 
ذاكرتي
 
نهرٌ مَرّ بيافا
 
فامتلأَ ضِفافا .
 
المنفَى
 
قِفْلٌ للأرض
 
تخرج من صندوق الدنيا مرتجفاً
 
شِعْرُكَ منفى
 
صلاتكَ منفى
 
وجهكَ منفى
 
و كُوفِيَّتُكَ الآن
 
صراخٌ مشلولٌ فوق الجدران
 
إياكَ وأحلامِ لقاء
 
لا تحلم ْ
 
أحلامكَ أحصنةٌ ربطت أطرافكَ بحوافرها
 
وتناءتْ
 
فَتَجَرْجَرْتَ
 
لا تحلمْ كي لا تتمزق .
 
شمسُ المنفى تفتحُ فكَّيها
 
تأكل كل طموحك
 
الضوء عذابٌ حين يكون رتيباً وسخيفاً
 
حين يطلّ بلا جدوى
 
داخل منفاك
 
وداخل سجنك
 
تَتَشَبَّعُ كل خلايا جسمك منه
 
تكاد بأحلامك تخضَّر
 
وتورق أجنحةٌ لك
 
تكبر ُ.. تكبر ُ
 
وترفرف
 
لكنك تُصْدم
 
بجدار السجن
 
مسكينٌ أنت
 
ضحك الضوءُ عليك
 
أعطاكَ تذاكرَ وهمية .
 
...
 
جرحك لا يهدأ
 
تأتي من رحلتك وتفتح باب الغرفة
 
تُشْعِلُ نبضَ الضوء
 
تنبض ألوانُ العلم المفروش على الجدران
 
ترمقكَ الصور ُالنازفةُ عليها
 
يُفتح جرحك
 
موسيقى هادئة ً
 
وكتابَ قصائد
 
يتحولُ جسمُك لمآذن
 
وصفوف كراسي
 
تُجْلِسُ أحبابَك فيها
 
تقف أمام تشوّقهم
 
و تُرَوِّد *
 
...
 
مسكين ٌجسمك
 
نواةٌ معطلةٌ عن تَفَتُّح
 
جذر ٌبليدٌ بأقصى الصفوف
 
مهيضٌ تحت زجاج ٍسميكٍ يُسمى :
 
وثيقةَ لاجئ
 
جَرَحَتْكَ عميقاً ؟
 
لا تحزنْ
 
جذوركَ صاغتْ عُشّاً ليمامٍ فوق الكهف
 
نبضكَ
 
يتمدّد فوق الباب
 
بيوتَ عناكب
 
لا تحزنْ
 
الكفار سينصرفون بعيداً
 
فاحملْ جرحَك واتبعني
 
___________
 
21 / 1 / 1994
 
* الترويدة : لون من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني .
© 2024 - موقع الشعر