الأمير - أحمد بشير العيلة

الأمير
أحمد بشير العيلة
 
مثلَ الأميرِ أمدّ أجنحتي
في روح هذي الأرض حين تحبني
فوق الهواء الحرّ أصعدُ في اشتهاءٍ
ليس لي فرحٌ لأعرف وجهتي
بعض السحاب يقودني للطفو فوق مسائلي
فأجبرهُ على حمل البروق على كتوف اللوزِ
الدربُ أطولُ من دخان الطائرات
أحتاج في هذا العلوَّ لمنشدين وعازفين
وعاشقين وبائعين
أحتاج زقزقةً تمدّ بساطها الخمريّ تحتي
أحتاج طيفَ عشيقةٍ يمشي أمامي حارساً للزهو
أحتاج قافلةً من الغزلان في لغة التغازل بين يافا واشتعالي
أحتاج في الدرب الطويل لقبلتين
والأرض تحتي مثل أمٍ خائفة
وأنا المدللُ في عطور نسائها
وأنا الأمير
ألستُ ابناً للرياح وللصباح وللمدى
أولستُ ابناً للسهول إذا تملكها الندى
ألستُ ابناً للنخيل يحوم حولي منشدا
أنا ابن هذي الأرض
أركضُ في الرياح
أسحبُ كلَّ نهرٍ من ذراعيهِ
ليلعب لعبة الخلد الجميلة مع مروري
أنا ابن هذي الأرض أسقيها قصائد شاعر يعلو بجانب جملتي
وأطعمها الحنين
أنا ابن هذي الأرض
أطوي مهجتي فيها لتملكني
وأنا الأميرُ
أنا الأمير
أعيد إنشاد البيوت لكل طيرٍ يرتوي من بسمتي
كل الزخارف لي
فكيف تلومني ليلى
وتسرق قامتي
كل الزخارف لي
على الأقواس أشعر بانحناء الروح في نَفَس الطيور
قالت:
تعذبني إذا اخترتَ المساءَ ولم تقل لفراشتي مرحى
تعذبني إذا زعل البنفسجُ من غرورك
تعذبني
قل للبنفسج:
"يا صديقي"
سوف يفتح بتلتيْن لنبض قلبي
قل له: يا سيد الأحزان خذني في السماء مهاجراً
فالأرض ضيقةٌ على هذا النشيد
خذني
كل البلاد تردني في الريح
وأنا الأمير
ترش شوكاً في الصهيل الحرّ
وأنا الأمير
تقد ثوبي وانتمائي مرتيْن
وأنا الأمير
قل للبنفسج:
يا صديقي ردني من كل هذا الوجد
فأنا الأسير.
أحمد بشير العيلة
بيت حانون
10/7/2011
© 2024 - موقع الشعر