كرّة ابن الوليد - دحام المنور الخالدي

‏راعي الوفا والطيب روّح بعيد
‏ويظل اسمه مثل طرق الرعيد

‏البارحة من كان عالراس تاجهم
‏واللي يريد الكل مثله يريد

‏وأن غاب ما يامن على كثرة الحكي
لو ما يحط بسعر جوهر فريد

من كان مشرك كان مشرك بحبهم
ويومن اسلم ساقهم من جديد

مثل البعير بحسرةٍ فوق مرقده
كان يتمنى يموت موت شهيد

الفارس اللي يوم ثارت غبارها
شغّال عند الموت ساعي بريد

الطعن كان بكل شبرٍ من البدن
ويصيح بالطعان هل من مزيد؟

اقريش ما تعطي لمخزوم أمرها
ألا لأن الحمل ودّه شديد

أهل الطمع ‏طاشت وخلّت جبل احد
وحدّر لهم من فوق ابن الوليد

ان كرّ كنه نجم من عالي السما
والكرّ هذا هو بيت القصيد

يا هاجسي بالله ذكر هل الردى
لي كرةٍ في يوم ‏وعده أكيد

هم حاربوني يوم ما كنت مثلهم
تنابل السلطان (عبد الحميد)

لني ما جاملهم ولا سير دربهم
قالوا: وش نسوي بواحد عنيد

واللي مشى يحسب فوايد خسارتي
لو يدري المسكين فرقاه عيد

لا من عرفته كنت مضروب في حجر
وأحيان يأتي الحر صيده زهيد

إن غاب في مقفاه كسرت جرةٍ
وللشوق مهما طال ما درّ ديد

‏اعتز بالوافي ولا وبيده الجمر
وامشي معه بالدرب إيدٍ بايد

وأنا عرفت وشفت لله حكمته
إنه (يزيد) يشيل الراس الحفيد

‏وليا تعزوة الرجل في نار عزوته
البعض ناره ما تذوب الجليد

ولو الشجاعة طنشت كثرة العدد
كلبين تكسر حيل ذيبٍ وحيد

الذيب لولا المكر ما طاح في الشبك
تسعين بالمية ورا القيد .. كيد

لأغزي على الرديان لو قال لايمي:
‏ما ودها بنزين نار الحصيد

نذرٍ علي لأرقى بعالي مراقبي
وأعيد فيهم كرّة ابن الوليد

© 2024 - موقع الشعر