هجرت عشقي - شائم الهمزاني

لقد أمضيت في العشق صِبائي
ذكائي ؛ كان ذلك؟ أم غبائي ؟
وقد حظيت بإعجاب الصبايا
غريرا يافعا ..أهجو هِجائي
وما اخترت منادمهن لكن!
ولدتُ ؛ طالعي (برجي الهوائي)
أراني ؛ بين أهداب العيونِ
إذا تبدو ولو تحت الغطاء
بنظرات تحاكيني بشوق
تغازلني وتذعن باحتوائي
بها (ليلي) أراه و (نهاري)
برسمٍ ؛ لائقٍ فيه (الثنائي)
سهام الموت تلمس بالخدود
فيأتي بالنبأ (هدهد سبائي)
وهمسات الغرام بالسلام
ببسمات بها عذب اللَماء
وثغرٍ ؛ فيه عقدين اللآلئِ
تشع حولها جمرِ الغضاءِ
وزم الفرقدين التوأمينِ
وأمواج الذوائب بالهواءِ
أنوح ؛ في ربى.. دوحِ الحسانِ
مع نائحاتٍ.. في الرفيع النائي
ويساورني ؛ لهُنَ ؛ اشتياقي
إذا ؛ راوَدْنَنِي.. فيما أشائي
فكان عشقُهنْ.. يسمو بذاتي
يواسيني ؛ بلحظات الشقاء
وكان فيه للروح ابتهاجا
ولي فيه السعادة والهناءِ
ولقياهن ؛ بعد الشوق لهفي
وفيها ؛ نشوتي ؛ عند اللقاء
لهٌن ؛ اهتز ..نشوانا طروبا
ونبض القلب يرجف بالنواء
يعانق مهجتي.. لِهِن وجدٌ
بنار العشق يزداد اكتوائي
فقلت :الشعر فيهِنَّ صغيرا
لعل الشعر قد يروي ظمائي
فصرت : شاعرا فيهن شعري
يُزيد ؛ في هواهِنَّ ؛ عنائي
ومن بعد الصبايا.. مع العذارى
وقد كبرت فازداد ابتلائي
فعاقرت ؛ هوى.. سهرِ الليالي
فما كنت ؛ مع الناس سوائي
وحيدا ساهرا ..طوال ليلي
على الخلان.. محروق الدماء
أناجي النجم وجدا وأنينا
كأني انتظر منها عشائي
أو أني عاشقٌ ساري النجوم
لها تصبو ؛ صبابتي ؛ بالولاءِ
وإن ذُكر الخليل شعرت أني
تكهربت ؛ بتيار ثنائي
أحس برعشة.. إذ تعتريني
كمحموم ؛ بنوبات الحماء
اتوق للتواصل دون وعي
كضامٍ ؛ يلهث لكاس ماء
ومهما ؛ ارتويت ؛ وارتويت
أضل ضاميا رغم ارتوائي
فكان عشقُهن يشجي شجوني
بريئا ؛ كان .. في معنى البراء
بشعوري كنت.. وإلا ؛ لا شعوري
لديهنَّ ؛ بدائي ؛ ودوائي
ارى فيهن ظلامَ الليلِ نورا!
انيسا ؛ بالتسامر والضياء
فكم حسناء عشقا راودتني؟
بها الإغراء من (ألفٍ لياء )
تغازلني ؛ لتجذبني إليها
ولم تأبه ؛ بلوم وازدراء!
وكنت هاويا فيهن غاوي
اغنيهنَّ ؛ في عذب الغناء
فكم موال عشق لأجلهِن؟
وكم معهِنَّ ..لي سفرٍ ؛ روائي ؟
سنينٍ : قد مضى معهِن عمري
بأوقات التكدرِ والصفاءِ
فلحظات السعادة بالتلاقي
يكدرُ صفوها .. حزن الجفاءِ
فأما اليوم ؛ لست كمثل أمسي
وليس الصبح كمثل المساء!
وما كان أمامي ..ذات يومٍ
أراه اليوم قد صار ورائي
مضى عمرٌ ؛ وجاء عمرٌ جديد
حريٌّ ؛ بالوقار وبالحياء
بما أني ؛ هجرتُك يا صِبايا
فقد هجرت عشقي للنساءِ
فما عدتُ ؛ كما كنت لهن!
وما عاد ؛ عساهُن عسائي !
وما فيني ؛ اليهن ؛ وفيهن
إليَّ ؛ في رضاهن ورضائي
فما عدت لهنْ صبَّا لعوبا
وما عدْنَ ؛ يميلِنَّ ؛ إزائي
فما عاد ؛ يسعُني ؛ وسْعُهن
ولا عاد ؛ يسعهنْ ؛ فضائي
أقول : إذ تراهنَّ عيوني
فأين أرضهن عن سمائي؟
وليست ؛ كلّ مَرأةٍ ؛ أي مَرأة
ولسن ؛ عندي.. كلهن سواء
بكل عطر .. قد أشم ذكرى
لاحداهِن ؛ في صمتٍ بكائي
وما عادت تساورني ظنوني
بأنه ؛ لم يعد فيني عطائي
صرتُ أراهنَّ .. كما بناتي
كأني ؛ عن مفاتِنِهِن عماءِ
فما عاد الذي.. كنت ابتغيه
فيأسرني ؛ بلا أدنى ؛ مراء!!
بما فيهِنَّ ؛ من حسن ؛ أراه
ومهما ؛ يبلغُ فيهن ثَنائي
ولوما زال ؛ بالقلب اخضرارٍ
إلى طلِّ الندى.. فيه انتشاء
رأيتُ الشيب في رأسي بروقا
وقد صرت على ذاتي انطوائي
سئمتً ؛ من مغازلة الحسانِ
وقد عفت التصابي بالرياء
هجرتُ العشق بعد إذ كان غيا
وقد استبدلت.. نَعَمي بلائي
فعقلي ؛ صار .. حقاً يزدريني
فليس (بعدُ ستين) ابتغائي
لقد تبت ؛ ويطمعُ ؛ من يتوب
بغفرانٍ ؛ من الله ؛ الرجاءِ
رجائي ؛ رحمة.. فيها ذنوبي
بعفو الله .. ستذهب هباءِ
كما أرجوه خاتمةً سليمة
وخيرا ؛ دائما .. يأتي جزائي
© 2024 - موقع الشعر