1994 ( جدارية ) - ضيف الله آل حوفان

،
 
قال
لك ِ الفتنةٌ والجمالُ
ولك ِ الدهشةٌ والذهولُ
لك ِ كبرياء الملكات
ولك ِعنفوان وصهيلُ
إني أراك ِ ملاك
تهتز لها رائعات الزهور
وتطلب قُربها الفصولُ
وتصحو من عينيها نجوم
وتنام على شعرها حقولُ
فيرقص عطر على ثغرها
إن ردد حديثها المعسولُ
وإني معك ِ
وطنا ًيخفق بين أضلعك ِ
وحلما ًجميلا ً
لو أقلق الحزن مضجعك ِ
وأظل أحبك ِ رغم البُعد
وحبنا أصيلٌ أصيلُ
وتظلين موتا ً شهيا ً
وأمنية يطلبها القتيلُ
قالت
لك السمع والولاءُ
ولك الحنان والوفاءُ
لك الوعود المقدسة
ولك النقاءُ والعطاءُ
إني أحبك
وتركت عمري خلفي
وسلكت دربك
ورهنت أيامي للأمل
وأمنت بك
فهات ِ حبك
وخذ كل كلي بدلا ً هات ِ قربك
ودعني أعيد ترتيب الأماني
كما يشتهي قلبك
وإني معك
منديلا ًحين يسقط دمعك
وقبرا ًمُنعّما ً
حين بُعدي يصرعك
وإني أحبك
رغم ما في الحب ِ من وجع
وسكونك وغضبك ، حسبك
أن تعرف حبي
رغم مأساة الشوق
واحتمالات كذبك
قال
لك ِ الحب إن أردت ِ
ولك ِ الحياة والشجونُ
لك ِ الشوق حيث كنت ِ
ولك ِ الدموع والعيونُ
والذكريات الباقيات أغاني
تأتين طيفا ًعابرا ً
ركِب الريح وبلغ الظنونُ
ولي في عينيك ِحُلمين
حلم البقاء والوطن
فقولي لقلبك ِ
أني مازلت أنتظر
على الباب
أحاور ظلي ، أجادلهُ
أُطلق أحلامي السجينة
فأسأله : أين أيامي ؟
تحط حمامة على النافذة ِالتي أمامي
تفزع من ضجيج ِالمدينة
فيضحك الظل : هذا حزنك
والنساء لا يشترين القلوب الحزينة
قالت
لك الوفاء إن أصبحت
ولك الحنينُ واليقينُ
لك البكاء إن أمسيت
ولك السهر والجنونُ
إني أحبك إذ أحبك
قدر قاسي ..
قال ما قال دونما اكتراث لجراحي
ووجدت أني أحبك
لأحيى العمر ، ما بقي منه
وسألت : كيف ؟
صرخت : أين ؟
بكيت : هل ؟
فلم أجد سوى صدى
يثرثر خلفي : هذا الموعد لا يكونُ
ودمعة سقطت
على وجه ٍ سكنه وجع طويلُ
فاشتعل واحترق ورمّد
فاستحال أمل نحيلُ
وأقولُ وأقولُ
لا أحد يفهم لغتي
ومنذ متى يسمع قاتل شكوى قتيلُ
لي فيك موت محقق
وقاسي أن يموت الياسمينُ
 
 
 
 
آل حوفان ( من ديوان / 1994 )
© 2024 - موقع الشعر