حَريق عَدَن..

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

حَريق عَدَن.. - محمد الزهراوي

حَريقُ عَدَن
 
إلى..
عبد الفتّاح إسْماعيل
 
أعْتَرِفُ أنِّيَ
انْشغَلْتُ عنْكِ..
أهْمَلْتُكِ
لِبَعضِ الوَقْتِ.
إذْ كُنتُ ذاهِلاً..
أرْقبُ رَبيعَكِ
العِشْرينَ أُفَكِّرُ
في ليْلَةِ الْميلادِ
فيما يَليقُ مِنَ
الحُلِيّ والثّيابِ.
وَفيما ندْعوهُ مِن
الأحْبابِ والّرُّوادِ.
فانْتابَني الغَمُّ ..
اعْترانِيَ الخَوْفُ
وَنَحّيْتهُ..
أبْعَدْتُ كُلَّ دَواعيهِ.
وأغلَقْتُ
الْبابَ في وَجْههِ
والنّوافِذَ دونَ أشْباحِهِ.
اتّكَأْتُ..
اسْتَعْصى عَلَيّ النّوْمُ.
وبَسْملْتُ..
قَرَأْتُ سورَةَ الفَتحِ
فغَفَوْتُ مَفْتوحَ الْجَفْن.
رَأيْتُ فيما يَرى
النّائِمُ طيْراً في
مِنْقارِهِ لُغْمٌ !
فَزِعْتُ..
وَضَعْتُ يَدي عَلى
صدْري وَشَهَقْت.
خُفْتُ عليْكِ
رِياحَ الحِقْدِ :
هَوْلَ الطّريقِ يا عدَنُ
وَغدْرَ رَفيقِ
الدّرْبِ يا شَجَنُ !
أفَقْتُ عَلى عَجَلٍ.
تنَفّسْتُ ريحَ دُخّانٍ..
الْحَريقُ في كُلّ مَكان ؟!
باغَتَني الْوُجومُ ذُهِلْتُ
مالَتْ بِيَ الأرْضُ
هَويتُ مِنْ فَوْقي
مَسحْتُ عنْ
عَيْني الْغِشاوَةَ.
نَهَضْتُ..تَماسَكْت !
نَواقيسُ فاطِمَةَ في أذُني:
تصْرُخ وا أبَتاه !
تبْكي وا عَدَناه ؟!
وَحوصِرْتُ بِالْمَناشيرِ
وَالْبَلاغاتِ عِبْرَ الأثيرِ.
الْعُصْفورَةُ قابَ
قَوْسَيْنِ وَرَعْشَةِ النّزْعِ .
خَشيتُ انْهِيارَ السّدِّ
وخُفْتُ تَراجُعَ الْمَدِّ .
خَشيتُ الضّياعَ في الْعَتْمَة
وَأحْسَسْتُ الْيُتْمَ وَالوَحْدَة.
شِراعٌ في عرْضِ
الخَليجِ لا انْتِماءَ لَهُ.
سِرْدابٌ موحِشٌ
لا قرارَ لَه.
فأنا وَأنْتِ وَالْحَمامُ
ضَحايا الصّمْتِ
والتّواطُؤِ..
والطّعْنِ مِنَ الْخَلْفِ .
إذْ ساوَموكِ ..
اسْتَمْلَحوا جَمالَكِ
وَاسْتباحوا حِماكِ.
أرادوا اغْتِصابَكِ بِقُوّةِ
الرّعْدِ لإرْضاءِ
الأئِمّةِ وَالسّماسِرَةِ
وَقَراصِنَة النّفْط.
ذَبَحوا فيكِ ألْفَ
أُغْنِيَةٍ وَمَشْتلَ ورْد.
وَآلافَ الْعَصافيرِ..
كانَتْ تَلْتَقِطُ الْحَبّ.
وَانتَظروا طَويلاً..
خُروجَ الرّوحِ ؟
فكانَتْ أرْواحُهمْ.
وَأراقوا أنْهارَ دِماءٍ
كأنْ لا شِيْءَ يَهمّ ؟ !
مِنْ أجْل أنْ تَكوني
محْظيَةً لِقَيْصَرِ الرّومِ
أنْ تَكوني أضْغاثَ
أحْلامٍ ورقْماً في
جَواري الإمامِ.
فَكُنْتِ كَما
أنتِ خِلالَ
عِشْرينَ عاماً..
كُنْتِ كما تَعَوّدتُ:
غَزالةً شارِدَةً في
فلَواتِ الصّحراءِ.
كَما في..
نيرانِيَ وذاكِرَتي.
وَخابَتِ الْعاصِفَة..
اسْتَشاطَتْ غَضَباً.
احْدَوْدبَتْ ..
شُلّتْ مِنَ الْكَمَدِ
واليَأسِ وحَقّ
عَليْها الْمَوْت.
فانْحَسرَ
الْماءُ عَنِ الثّعْبانِ.
راقَ الْجَوُّ
وَهدَأ الْمَوْج.
وعَلى الشّاطئِ
هدَأتْ فاطِمَةُ
وابْتَسَمَتْ..
اِنْعَطَفَتْ نَحْو النّبْعِ
واحْتفَلتْ
بِشُربَةِ ماء.
سَوّتْ رَبابتَها
وَتابَعتْ نشيدَ
الْمَلْحَمَةِ تبْني
السّدَّ وتُعيدُ صِياغةَ
جَنّاتِ عَدْنٍ ؟!
أيُّها الأنْبِياءُ..
يا عُشّاقَ القُرُنْفُلِ !
أيُّها الخارِجونَ
عَلى الطّاعونِ
اتّحِدوا..
خَلْفَ قامَتِها
إنّها حَقّاً
عَ د نُ ؟ !
 
عن صحيفة / العرب :
في حوار مع وفاء : ابنة عبد الفتاح إسماعي..
ما يحمد له.. لعبد الفتاح إسماعيل أيام حكمه ، على سبيل المثال لا الحصر، أن جمهورية اليمن الديمقراطية استطاعت أن تنشئ دولة لها كيان مستقل ومعتبر بين الدول، دولة لها ثقل رغم الإمكانيات الشحيحة، دولة لها جيش قوي له وزن، دولة استطاعت أن تساوي بين ابن الرئيس وابن الحارس، دولة عملت ثورة في مجال الصحة فقضت على الأمراض كشلل الأطفال والكساح وغيره بشهادة الجامعة العربية حينها في عام 1985م، والتطبيب مجاني للجميع، دولة حققت ثورة في التعليم ومحو الأمية وتعليم الكبار بشهادة اليونسكو عام 1985م، دولة استطاعت أن تسكن غالبية الشعب في بيوت، دولة لم يكن فيها متسولين بالشوارع، دولة احترمت مكانة المرأة فحفظت حقوقها دستورياً، هذا هو الفرق بين ثورة تصنع للمواطن قيمة وثورة تدمر قيمة المواطن.
 
من شعر عبد الفتاح إسماعيل هذه القصيدة بعنوان:
 
من حيث لا أدري
 
من حيث لا أدري دريت في قربك
عرفت الحب وعشت العمر من أجلك
أصون ودك
نقيا" في حنايا القلب
قديمة كانت الأيام وحبك جدد أيامي
خيالا كانت الأحلام فحقق كل أحلامي
ويروي شوقي الظامي
ولا ينضب
انا وانته: بهذا الحب نعيش أحباب كذا على طول !
ونهنى العمر, لا نخشى من الواشي ومهما يقول
فحبي لك لا يضعف, ولا يخبو, ومهما قيل مش معقول
عرفت الحب, ملتهبا, بحرارة صيفنا واكثر
مبتسما, بسحر فجرنا الاحمر
لذيذا" بحلاوة كرمنا الاخضر
عطرا", عطرا" بريح الفل والكادي والعنبر
به تبدو سعادتنا بحجم الكون, بل اكبر!
© 2024 - موقع الشعر