الفَراغ

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

الفَراغ - محمد الزهراوي

الفَراغ
 
لَوْ ..يُضيءُ
الفِلِزُّ..الشّارِعُ
اَلْمرْأةَ الْمغْدورَة.
تِلْكَ لَوْعَتي
الجَنوبِيَّةُ..
أكُفٌّ مَطيرَةٌ
تنْثُرُني أبْعَدَ..
على قِرْميدِ
أُنوثَتِها الفاتِنِ.
يَتَحرّشُ بيَ..
كُحْلُها الشّجَرِيّ.
ولا شُرُفاتُها
الزُّرْقُ..
تَرِقُّ لِحالي.
هكَذا..
بِأصابِعَ ذاهِلَةٍ
يَرْسُمُنا مِنْ
مُخَيِّلَتِهِ الفَراغُ.
ظِلُّ العُيونِ
ناشِبٌ في
لازوَرْدِ الظّهيرَةِ.
مِنْ هذا التّعَبُّدِ
أهُمُّ بِجِذْعِ البَياضِ
وَراءَ حِجاب.
مِنْ ذلكَ الإغْواءِ
الفاحِشِ يَخْمِشُني
سَفَرْجَلُ السُّفوحِ
وَالكِفْل الْمورِقُ
البَضّ يَهُزّني
إلى الِّلقاءِ..
لكِنْ لا أدْري
أيّتُها الرّيحُ إنْ
كان هذا يحْدثُ
في خُلْوةِ حُبِّنا
أوْ في الحُلْم
بِوَطَني أوْ في
عالَمٍ آخَرَ ؟
لقَد مَضى وَقْتٌ
طويلٌ وَالسّفُنُ
لمْ ترْسُ ..
على السّاحلِ.
الأمْطارُ على
الجِبالِ لا
تهْطِلُ والحَبيبُ
لمْ يصِل..
بِدَعْوى أنّ نهْرَ
الشّوْقِ جَفّ..
وبَحْر الفِراقِ
مُتَلاطِم الأمْواج.
أيُّها الشِّعْر يا
نَبِيّ الجَمالِ..
ماتَتْ في الرّبيعِ
بَراعِمُ زُهورِ
العِشْقِ ولمْ يَعُدْ
في القَبْوِ شيْءٌ
مِنْ خَوابي
الخَمْر والحَبيبُ
بَعْدُ لمْ يأتِ..
أراهُ في كُلّ
شيْء وتَطيرُ
روحي إليْهِ..
حيْثُ هوَ أمَلي
وَلا يَسْأل..
وَكلُّ ما عَداه
في القَصيدَةِ..
أضْغاثُ أحْلام
© 2024 - موقع الشعر