إلاّكِ لا أرى أحَداً

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

إلاّكِ لا أرى أحَداً - محمد الزهراوي

إلّاكِ لا أرى أحَداً
 
 
ماذا أقولُ ؟
لا تَغيبي ..
ساقِيَةَ الرّوحِ
عنْ قلْبِيَ الخَرِبِ
مجُلُوٌّ أنا
بِبَهاءِ طَلّتِكِ
الغامِضَة حيْثُ
أُحِبّ اللّهَ فيكِ
أنْتِ مِحْرابي
ومِنْ سُكْرِ
أجْفانِكِ الغَضّةِ
كَضُحى نَهار ..
أحْلمُ بِطَلْعَتكِ
العِرْفانِيّةِ علَّ
طيْفَكِ يُباغِتُني .
وما أجْمَل يوْمَ
ذلِكَ الّذي ..
نُسْتَضافُ فيهِ
عَلى وَحْدَتِنا ..
في الخمّارَةِ .
حيْثُ لا مجالَ
لِقيلٍ وَقالَ وإلّاكِ
لا أرى أحَداً وَلا
أسْمَعُ إلّا إيّاكِ ..
أنْتِ سِدْرَةُ القَلْبِ
يَدي عَلى يَدِكِ ..
نتَحَدّثُ عَن تأخُّرِ
الغَيْثِ تُحدِّثينَني
عَنِ الحَرْفِ بِشِعْرِكِ
فأجِدُ كُلّ روحِيَ
في كَلِماتِكِ وأُحَدِّثُكِ
عنْ عالَمٍٍ آخرَ
بِلا خَرائِطَ لا وُجودَ
فيهِ لِوَجَعٍ ..دونَ
حًدودٍ وَبِلا ضَحايا..
عنْ مُدُنٍ بأكْمَلِها
جائِعَةٍ وَأخْرى
نازِفَةٍ وَنَحْنُ نُصْغي
لِموسيقى الرّيحِ
وَالأنْواءِ والبَحْر .
فَأراكِ شَمْساً
أُخْرى تجَلّتْ
مِنْ عَناءِ الغِيابِ
أوْ كنْزاً أمامي ..
مُلِئَ لُجَيْناً
وَجَواهِرَ شَتّى
وأجْعَلُ لِعَيْنَيَّ
مَعْرِضَ فَنٍّ مِنْ
صُوَرِ صَباحِ
وَجْهكِ المُشْرِقِ
الّذي أغارُ علَيْهِ
وَأخافُ مِنْهُ أنْ
يرْتَكِبَ فاحِشَةً
بِنَظْرَةٍ أوْ قبْلَةٍ
لِما لهُ مِنْ
جَمالٍ وسُلْطان .
فوَجْهُكِ المتْرَعُ
بالجَمالِ داءٌ
وَدَواءٌ وَهُوَ حالٌّ
في عاشقِكِ الواثِقِ
المؤْمنِ بكِ الّذي
لا يمْلِكُ مِنْ أمْرِهِ
شيْئاً دونَكِ..
وَاعْذِريهِ بِرَهْبَةٍ
فالمُحِبّ يُدْرِكُ
أنّ امْرَأتَهُ تَغارُ
مِنْها النّجومُ ..
فَأبْلِغي غايَتَكِ
هيْمِني عَليْهِ بِكَيْدِ
جسَدكِ المُغْوي ..
بِلُغَةِ عيْنَيْكِ وَأشِعّةِ
روحِكِ فرُبّ ..
نظْرَةٌ مِنْكِ تُغْني
عنْ جيْش .. فالحُبّ
صَنْعَةُ الآلِهَة ..
فامْشي إليْه كَما
في حانَة بِثِقْل
أُنوثَتكِ الخَفِرَةَ..
كَحَلَزونَةٍ عاشِقةٍ
وَبِقدِّكِ الجَليلِ عَلى
خُطا مَنْ سَبَقوكِ
في فَنِّ العِشْق ..
لكِنّهُنّ لمْ يرْتَقينَ
إلى مَقامِكِ الرّائي
الّذي لا يُحَدُّ ..
في مَراتِب العِشْقِ
الّذي مَنَحَهُ لكِ
الخالِقُ لِيُعْلِيَ
مِنْ ِشَأْنِكِ في
مَذْهَبِ العِشْق .
وَائْتَنِسي بهِ فَهُوَ
طائِرُكِ الأسيرُ
لِيَأخُذَ يدَكِ
وَيضَعَها عَلى
قلْبهِ الثّمِلِ ..
بِخَمْرَةِ حُسْنكِ
الّذي بهِ اسْتَوَيْتِ
عَلى العَرْشِ في
ممْلَكَةِ الحرْف ..
فَلا تبْخَلي عَلَيْهِ
بِمِلْحِكِ وهَوَ الغَريبُ .
وبِهِباتِكِ النّقِيّةِ ..
البَحْرُ أيْضاً يَبْكي
غُرْبَةً لا تَكوني
غَليظَةَ الكَبِدِ ..
وَترَيْنَ أيَّ تاجٍ
وُضِعَ عََلى رَأسِكِ
الّذي يُشْبِهُ القمَرَ
كِبْرِياءً بيْنَ النِّساءِ
قتَلْتِني يا غِياباً
(وَالقَلَمِ وَما ..
(يَسْطرونَ ) أُحِبّكِ
وأكْرَعُكِ يا فاتِني
كَاُنْثى أمامَ المَلَإ ..
كَأْساً دِهاقاً .
ثغْرُكِ الفاحِشُ
وَلَيْالِيَ وَنَهاراتي
هوَ شَاْني..
في الهَوى .
قصيدَتي الّتي
أنْتَظِرُ وَسِرُّ
سَعادَتي في
السَّرّاءِ والضَّرّاءِ
وَحينَ اليَاْس .
لكِنْ ماذا لَوِ الّتي
أعْشَقُ أغْلَقَتْ ..
بابَها دوني ؟
© 2024 - موقع الشعر