( أنوارٌ خالدةٌ ) - صفاء البدري

ما لي تُرانِي عن القصيدِ مُمنّعٌ
و القلبُ يخفقُ هاتفاً في اضلعِي
 
ها قد مَضَى فينا الزمانُ مكابداً
حتى قصائدَنا بَدَت كبلاقعِ
 
و جَرَتْ بحبرِ الواثبين قصائدٌ
تُذكي الحرابَ صوارعاً بفواجعِ
 
حتى اذا طلبَ الزمانُ قصيدةً
امرَ الالهُ الذاكرين لمرتعي
 
و اجاء ذكرَ محمدٍ بحديثِهم
فسقى الجفونَ الذابلاتِ بادمعِ
 
و تفجّرت فيّ المواقدُ شاعراً
بدمِ اللحاظِ الجائراتِ المُنزعِ
 
فمحمدٌ منه الجمالُ قد انبرى
جلَّ الالهُ بخالقٍ و بمُبدعِ
 
و محمدٌ اصلُ الكتابِ و فصلُه
و محمدٌ فصلُ الخطابِ لمدّعي
 
فاطلبْ الهَ الكونِ منه شفاعةً
و اسئلْ بربّك ، دُونه مَن شافعيْ ؟
 
ذاكَ الرسولُ الطهرُ من اصلابِ مَن
قد زادهم في الصلبِ نوراً المعي
 
فلهم بأن يتفاخرون بما حَوتْ
اصلابُهم نورَ الرسولِ الارفعِ
 
و لاهلِ بيتٍ في الجنان محلُّهم
و هم الكمالُ المعجزاتُ لمن يعي
 
فبِهم ربَتْ تلك الجنانُ و اينَعَت
تلك الغصونُ الحائرات بيافعِ
 
فَهُمُ و دَيْمَةُ فضلِهم خلانَ لا
يتفارقا حتى بمنصلِ يلمعِ
 
صوتان في حبّ الرسولِ تظاهرا
صوتٌ جَفَا منه الكريمُ بنافعِ
 
قد يحسبون بانّهم قد احسنوا
لكنّهم لإلى الفسادِ اذا دُعي
 
خيرُ التوابع فيهُمُ لتجِدْ به
ما يرتضي ان يَغتَنيه بما دُعي
 
عن ذاك دعنا نغتنيه بآخرٍ
صوتٌ تخشّعت السماء لمسمعِ
 
فالله قد اسقى قلوبَهمُ هوىً
و القلبُ يسمو في هواه بهاجعِ
 
للمرءِ عقلٌ لا يُثاب بحجةٍ
ما دامَ قَلبٌ لا يُجيبُ بمَدمعِ
 
فَاصْبِر على زلَلِ اللئيمِ فإنّما
في القلبِ داءٌ لا يزولُ فلا يعِ
© 2024 - موقع الشعر