ساعةُ الغضبِ - حسن الكميت

اللهٰ أكبرُ يا عهداً من القُضُبِ
يا صارماً من سيوفِ الجِدِّ والخُطَبِ
 
اللهُ أكبرُ يا سلمانَ أُمَتِنا
في ساحةِ المجدِ في نجدٍ وفي النُّجُبِ
 
اللهُ أكبرُ يا أشبالَ هِمَّتِهِ
أنتُمْ جبالٌ من الياقوتِ والذَّهَبِ
 
فالحقُّ أعدلُ والبيداءُ مُشْرِقَةٌ
لا نشتكي البؤسَ في أُنسٍ وفي طَرَبِ
 
يامن لهُ في قوافي الشعرِ منزلةً
تَبَسَّمَ الخيرُ في ليلٍ من الشُّهُبِ
 
ليثٌ إذا الرِّتَبُ اعْتَلَّتْ رأيتَ لهُ
سيفاً يقومُ مقامَ الضَّرْبِ لا اللَّعِبِ
 
إِضْرِبْ فأوطان دين اللهِ في خطرٍ
قَدْ دَنَّسَتْهَا مجوسُ الفُرْسِ والصُّلُبِ
 
إضْرِبْ رَعَاكَ إله الخلقِ قاطبةً
يا فارساً جئتَ فيها فارسَ العَرَبِ
 
إضْرِبْ ففي الحَقِّ شمسُ النصرِ ساطعةٌ
كذاكَ نَحْطُبُ فُرْسَ الشِّرْكِ من كَثَبِ
 
إنَّ الشرُورَ إذا ما أُدْحِضَتْ تُرِكَتْ
للناسِ دهراً ضحايا النارِ واللَّهَبِ
 
لَبَّيْتَ شَعْباً أصيلاً إذْ سَكَبْتَ لَهُ
كأسَ المُنَى في فلولِ السُّقْمِ والتَعَبِ
 
نُبْ عن شُعُوبِ الميامينِ التي انتَفَضَتْ
أطفالُها حُرْقَةً مِنْ شِدَّةِ النُّوَبِ
 
قَدْ زلزلَ العُرْبَ قومٌ من نوائبها
عقرٌ من العقرِ بعد الغاصبِ الغصبِ
 
السِّلْمُ مُخْتَرَقٌ والعَهْدُ مُنْتَقَضٌ
مِنْ كُلِّ جِنْسٍ بلا أصلٍ ولا حسَبِ
 
فمن غدا قابِضاً جَمْرَ المَجُوسِ لَهُ
ثوب الجحيمِ من الرحمنِ ذي ذَنَبِ
 
ما أسرَعَ الخُبْثَ يمضي صَوْبَ أُمتِنا
أهدى مواطننا صِنْفاً مِنَ الجَرَبِ
 
يَعدُو بأمرٍ لهُ مِنْ سُنَّتِي صَخَبٌ
مثل اليهودِ بهِ نارٌ مِنَ الصَخَبِ
 
فالحربُ دائرةٌ تَجْتَثُّ دابِرَهُمْ
إلى الهلاكِ فكانت ساعةُ الغَضَبِ
 
عمَّا قريبٍ يَجِيءُ الحَقُّ مُبْتَهِجاً
واستبشري أُمتي بالنصرِ والعَجَبِ
© 2024 - موقع الشعر