نسائم التبجيل

لـ حسن الكميت، ، في العتب والفراق، آخر تحديث

نسائم التبجيل - حسن الكميت

بنا أدبُ الكِرامِ فَكَرِّمُونا
بنا هِمَمُ العطاءِ فأنصفونا
 
بنا لعساجدِ الطُلاَّبِ فضلٌ
بنا طُمِسَ الظلامُ فمجدونا
 
نُرَوِّضُ بالتُقى زمناً مُرِيباً
وبالصبرِ الجميلِ مُوشحونا
 
رعى الله المكارمَ حيثُ حلّتْ
بوحي نبينا انفجرَتْ عيونا
 
إليَّهِ نسائِمَ التبجيلِ هُبّي
مُحَمَّلةً من الشعرِ اليقينا
 
كفى بمعلمِ الأجيالِ فخراً
وهَدْياً مِنْ إمامِ المرسلينا
 
وغيثاً كلما عَطِشَ الزمانُ
وسيفاً يُشْهِرُ الحقَّ المبينا
 
ونجماً بالفضائلِ والسجايا
وبدراً في سماءِ الأكرمينا
 
وطيراً في غصونِ العلمِ شادٍ
وشهداً نحتسيهِ ويحتسينا
 
ونهراً فضلهُ للناسِ جارٍ
فنِعْمَ المقتدونَ المُهتدونا
 
تَفيضُ يدا معارِفِهِ بحورا
ويُبْحِرُ عِلْمُهُ أبداً علينا
 
فيُغْرِقُ في سماحتهِ عدواً
ويُسْعِرُ من هُداهُ الجاهلينا
 
على زمنِ التجافي والتلافي
تطيحُ صروحهُ حيناً فحينا
 
سئمنا فاستَبَدَّ بنا الحُطامُ
ومن حُلَلِ المهابةِ مفلسونا
 
لقينا في مآثرنا جحوداً
فبئس المفترونَ العائبونا
 
سُلِبْنا من بنودِ اليوم عِزّاً
وثوباً من ثيابِ المتقينا
 
فلم نَطْرَبْ لتمجيدٍ وقدرٍ
بلى من كٰلِّ أمرٍ مُجحفونا
 
نرى في كل ناحيةٍ عجاجاً
وواشٍ بالملامةِ يزدرينا
 
رُمِينا مِنْ سهامِ الذُلِّ جهراً
ومِنْ كُلِّ الحقوقِ مُجردونا
 
لنا بين النجومِ منارُ فضلٍ
ولكنْ بالعداوةِ مبتلونا
 
رفعنا هامة التعليمِ لكنْ
تردّت بعدَ بترِ العابثينا
 
أهذا قدرنا ولنحنُ أولى
بتقديرٍ وشُكرٍ أن يفينا
 
فيا من ساقهُ اللهُ إلينا
هُماماً بالشهامةِ يحتوينا
 
أتيْتَ وفي معاليكمْ ضياءٌ
وقرَّت منكَ عين ُالرابحينا
 
رأينا من شمائلكَ احتراماً
ومثلكَ بالتواضعِ ما رأينا
 
حرثتَ قلوبنا عرضاً وطولاً
وفي ميدانِ حُبِّكَ حاصدونا
 
فَرُدَّ إلى كرامتنا شهاباً
نصدُ بِهِ غِمَارَ العاذلينا
 
وخفِّفْ كُلَّ عبءٍ زاد حِملُه
وصحِّحْ كُلَّ شأنٍ يقتضينا
 
وجَنِّبْ كُلَّ خِرِيجٍ قياساً
فلنْ يقضي لِزُمرتِهِ ديونا
 
وحقِّقْ أمنياتِ العاطلاتِ
فأصغرهُنَّ عمراً أربعونا
 
قَسَتْ وتحجَرَتْ فيهن عين ٌ
فهل تُصغي إليهنَّ حنونا
 
وفي دربِ المآسي رائداتٌ
لَهُنْ بمخاطرِ البُعْدِ أنينا
 
فما أبقى لهنَّ الموتُ صبحاً
ولا ميماً ولا جيماً وسينا
 
فهل لمشاكلِ التعليمِ حلٌ
على عجلٍ وفيهِ مسارعونا
 
لك الحِممُ العِظامُ أتت جميعاً
وحاشا أن تكون لها حزينا
 
فلو تسري بنا العِلاَّتُ كُنَّا
لها في كُلِّ منعطفٍ مَعينا
 
لذاك وتلك أنشدُ كُلَّ أمرٍ
وشمساً بالعطاءِ غداً يكونا
 
وإني قد سكبتُهما القوافي
عسى نجني بقافِ الشعرِ تينا
 
وآخرُ ما لديَّ على رسولي
صلاةُ اللهِ ربِّ العالمينا
© 2024 - موقع الشعر