ثورة الغضب - الشاعر : مديح ابوزيد - مديح أبوزيد

فيضٌ يهُزُّ الورى أم ماردُ انفجرا
حتى أتاهُ ضميرُ الكون معتذرا

ذي ثورةُ الحقِّ أمْ ذي ثورةُ الغضبِ
أطلق نداءكَ كُلٌّ بات منصهرا

بيضاءُ حرَّكها الإجلالُ في سلمٍ
كموجةٍ عصفت بالليل إذ غدرا

قامت إلى الكون حتى ردًَّها سَفَهٌ
فمزَّقَ الشعبُ قيد الخوفِ وانفجرا

هبَّ الشبابُ فقامَ الفجرُ يتبعهم
أضحى يُزلزلُ عرشَ الظلمِ مفتخِرا

ترنَّحَ الحكمُ من إفساده وجِلاً
لمَّا رأى الطيرَ منْ أوكارِهِ ظَهَرا

فودَّع الشعبُ إحساسا به قهرٌ
وأطلق العدلَ مِنْ قيدٍ لينتشرا

ولَّى الفسادُ أمامَ الحقِّ منهزماً
وهرولَ الذُلُّ تلو الذُلِّ منبهرا

وا خجلةَ الظُلمِ إنْ بادت مسالكهُ
ولوعةَ البغي حين البغي قد قُهرا

كانوا الذِّئابَ وكان الخُبثُ ديدنُهُم
حتى النسيم بلون الظُلمِ قدْ سُترا

يا حاكما وضميرُ الشعبِ يلْفظُهُ
أما رأيتَ دُمَى فِرْعَونَ مُعْتبَرا

ماذا تقولُ إذا ما الحقُّ ساءلكُُم
كيف الطريقُ بهذا الدِّمِّ قد غُرقا ؟!

ماذا تقولُ إذا ما الأُمُّ آلمَهَا
فقْدُ الصغيرِ وبات الدَّمْعُ مُنهمرا؟!

أمست تنوحُ ونبض الابن فارقها
هذا رصاصكمُ بالصدر قد حُشرا

رمى به الغدْرُ طيرا ليس يدفعُهُ
غيرُ الحياةِ فأمسى الطيرُ قد قُبِرا

فيا شبابَ النيلِ ما فازَ ظالمُكُم
إلاَّ بخزىٍ وتاريخٍ به سَخِرا

ميدانُكُم عادَ للتحرير مُبتهجاً
فيهِ الأُباةُ ؛ ونَصْرُ الحقِّ قدْ قُدِرا

لا يبلُغُ المجدَ إلاَّ مَنْ لهُ هِممٌ
فالأُسْدُ لا ترْهبُ الأشْواكَ والخَطَرا

© 2024 - موقع الشعر