مناجاة القمر..بكاء على الأطلال - الزبير كتاني

بكى على الأطلال قمري والمُقَلِ
وخيم الليل بقلبي وفؤادي
وعلى من بكيتُ لا يدري
أن في القلب وجعا كالنار يجري
فمالك تحس يا قلب بالميت البارد
كأنك ترى الظلام والظلام أسود
ألم تكتفي بعد سنين الحزنِ
أم لم تكتمل فناديت الغمام المتمّم
يا قمرُ ... يا محيرا قلوب العذارى
بك الناس أصبحوا سكارى
أخذت عقولهم فأصبحوا حيارى
ووقف على نورك المغول والتتارا
يا قمر ... يا راء رحمة على قلوب العاشقين
تختفي لليلة فيبحث عنك الناس أجمعين
يا قمر ... يا اقتباسا من الإنجيل والقرآن
يا هلال الكون يا بدر الزمان
أنت من نهيت آثار الأحزان
فمالك تعيد خيانة كجانبك المظلم
وكأن تعاريج جبالك كلام يدور
كلام نطقت به أولا
فصار صداه صدىً
عكس ما كان الزمان يدور
عجزت ثانية عن بِركة الأحزان
فتركتني أعانيه كأني لا أعاني
فلا حزن يدوم ولا يدوم السرور
فمالك تخفي جمالك
وتترك نصفك مظلما
ليحزن نصف العالم
فأكون بينهما ملتويا
فلا فرح ولا حزن ولا حياة ولا موت
فاكتف أيها القمر
فقد تنحت الشمس للمغيبِ
 
....الزبير كتاني
© 2024 - موقع الشعر