قصيدَتي : القُنيْطِرَة (2)

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

قصيدَتي : القُنيْطِرَة (2) - محمد الزهراوي

قصيدَتي : الْقُنَيْطِرَة (2)
 
أَنا هُنا..
كَما يَقْتَضي
الْمَشْهَدُ الْعاطِفِيّ.
كَيْفَ أبْدَأُ مَعَ أشَدِّ
النِّساءِ عُذوبَةً ؟
تَمْشي وَلِعَجيزَتِها
عَلى الأرْصِفَةِ
هَسيسُ أمْواجٍ.
وتَراها بِالأبْيَضِ
عَيْنُ قَلْبي!
ألا تتَذَكّرُ اسْمَها
الْحَرَكِيّ أيُّها الْوَقْتُ؟
مَدينَتي مَنْذورَةٌ
لِلْبُعْدِ كَأنْ لا اسْمَ
لَها ولا رَسْم.
وَأنا مُعْجَبٌ
بِرَغْبَتِها مِثْلُ قُرْطُبَةَ
فِي حُبِّ الإِثْمِ!
بَيْني وَبَيْنَها
بُعْدُ إيثاكا وَهِي
في عُنُقي..
سُبْحَةُ راهِبٍ
خشْيَةَ اللّصوصِ.
إذْ خَلْفي..
حِرابٌ وَ هذا لا
يُدْرِكُه الْمَعْنى
حَتّى أصِلَ !
أوْ كَيْفَ ؟..
تَنْهَبُني دونَها أمْداءٌ
بَحْرِيّةٌ وَآمادٌ تَعْوي.
وَراءَها أتَعَرّى كَمَجْنونٍ
وَأُجاهِرُ بِالْمَحْظورِ..
أَقولُ أُحِبُّكِ
مَخْموراً بِصَهيلِ جِيّادٍ
وحَتّى قاعِ الأرْضِ..
سَوْفَ أُباغِتُكِ
بِهِمّةِ.الفحْلِ.
الْوَقْتُ بِها قَدِ
اخْتَمَرَ.يانَسْري!
وَعَلى طولِ
السّواحِلِ أجْلُبُ
إلَيْها الشّموسَ
وَأُسْرِجُ الأحْصِنَة.
تِلْكَ ابْتِسامَتُها
بِالأخْضَرِ لَيْسَتْ
إِلاّ ريحاً وَأنا
بِها أعْمى!
إذْ فيها أعْشَقُ
وَعَنّي حَكَوْا
مَعَها فِي ال..
لْخُرافَةِ وَالأساطيرِ!
أنا أعْمى وَفيها
أُتّهَمُ بِاغْتِصابِ
حَياءِ الْخلْخالِ
وَالرُّكبَتَيْنِ وبِالْكُفْرِ
والْمَسِّ..
بِغَمّازاتِ الْجَمالِ.
مِنْ أجْلِ هذا أُتَّهَمُ
فَمَنْ يَنْقُذُنِي وَأنا
مُهَدّدٌ بِكَوْثَرِ الْفَمِ
بِمَذاقِ الْكَرَزِ..
ونَبْعِها الْمَحْمومِ
وَلا حُدودَ
لآِلائِها الحِسِّيّةِ
ومَباهِجِها الْغامِضَةِ
وَما أسْتَنْتِجُهُ
بَيْن الرُّؤْيا والشِّعْرِ.
أنا أتَأمّلُ
الصّورَةَ تَضْحَكُ.
والْكَأْسُ وَحْدَها
فِي أُبّهَةِ
احْتِفالِها تُغْري!
تَبْدو مُنْهارَةً مِنْ
شِدّةِ الإقْصاءِ..
كأرْملَةِ الْوَطَن.
نَهْداها زائِغانِ
صَدْرُها مُتَعَجْرِفٌ
أمامي وَحضْنُها
ساحَةُ أعْراسٍ
عَلى ضِفّةِ النّهْرِ.
وَلا أحَدَ يَأْبَهُ
لِذلِكَ أوْ يَغارُ
عَليْها مِنّي.
© 2024 - موقع الشعر