العاشِقَة.. والمَلِكُ الضِّلّيل

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

العاشِقَة.. والمَلِكُ الضِّلّيل - محمد الزهراوي

العاشِقَة..
وَالمَلِكُ الضِّلّيل
 
 
يَعْرِفُه اللًيْلُ..
يَسْألُ عَنْها
كَما جاء..
في الأخْبار.
وَيَقولونَ..
مَريضَةٌ مِنَ الْحُبِّ
وشامِخَةٌ كَما عَلى
سجّادَةِ الصّلاةِ.
غَنّوا لَها..
فِي عَيْنَيْها
بَقايا الصّباحِ
ألا تَروْنَ؟..
تَنْهَضُ مِنْ
رَمادِ الأساطيرِ
وَهِيَ الْمُزْدَهاةُ
بِالْجُرْحِ وَحْشِيّاً
وتَهْذي مِثْل
نافورَةٍ الميْدانِ
في تُراثٍ ..
مِنَ الْعُرْيِ.
تَحْمِلُ الإبْريقَ
وَما فيهِ لِتَبْدَأَ
احْتِفالاً بِهِ وَحُلْمِها
الْمُسْتَبْسِلِ الرّحْبِ.
وَلا تَخْجَلُ بِما
هِيَ علَيْهِ مِنَ
الكُحْلِ والتّبَرُّجِ..
مُزْدانَةً بِغَمّازَتَيْنِ
وَالْخالِ الْجَميل.
لِيَنْسى أيّامَ
التّيهِ الطّويلَةَ..
جوعَ الجسَدِ
والتّشَرُّد َوالبَرْد
وزَمانَ الْفَقْدِ
فِي الشّوارِعِ.
هُوَ المَلِكُ الضِّلّيلُ
النّهْرُ اللّايُسَمّى..
يَجْري أمامَ الوَرى
حتّى يَنالَ مِنْ
ساقَيْها يَرْوي ثَرى
ساحِلِها المُغْوي
وَأشْياءَها الخَجْلى.
هُوَ اَلْخُيولُ فِي
مَداها الْبَحْرِيِّ
وَجَزْرٌ وَمَدّ !
يُعِدُّ أعْراساً
لَها فِي وَلَهٍ..
يَذْرَعُ بِها الأنْواءَ
فِي الْحُلْم..
يَرْصُدُها لِلتّهَتُّكِ
وَفِي هَمِّها يَنامُ
عَلى أسْطُحِ المُدُنِ.
وَإذْ يَمْشي..
يَحْمِلُها بَعيداً حتّى
لا تَسْتَسْلِمَ
لِهَلاكٍ َعلى يَدِ
الأهْلِ أوِ الأعْداءِ.
هِيَ تَجْهَشُ ..
عَلى اسْتِحْياءٍ
لِوَصْلِه الكوْنِيِّ
وَصَهيلهِ الرّحْبِ
مِن سغَبِ العِشْقِ
وَالهَوْدَجُ بِها
إليْهِ يَميلُ وَلكِن ..
لِيُهِمَّ بِها لَمْ يَعُدْ
لَهُ مِنْ وَقْتٍ..
فِي رَمادِ هذا
الشّرْقِ الحَزينِ.
هاهُما فِي الْميناءِ
وَعَلى صَدْرِهِ
شارَةُ الْهِجْراتِ.
هلْ تَسَعُ
السّفائِنُ كُلَّ
هذا الْحُبّ ؟
هُو الْوَميضُ
الآخرُ لا تَقولوا
انْتَهى هُوَ في
قلْبِها يَخْفِقُ
وَسَوْفَ يَبْدَأُ..
حينَ يَعودُ
مَعَ الْعُشّاقِ
وَطُيورِ الْمَساءِ
© 2024 - موقع الشعر