غريب الخليج عاد - الحسين الطاهر

باسمك صرخ الفؤاد فرددت السماء
و انتفضت في شراييني الدماء
رسمت في داخل جسدي صورة تبقى
و تخلدُ بعدي، و ان حلّ بي الفناء
عراق، حفظك الاله الواحد جامعا اياي معك
عراق، و هل لاجل غيرك يستحل الدعاء؟!
فخذني في احضان فراتك
و اظهر بشمس بغداد لي الضياء
ليلٌ تغسله دموعي لا ينتهي
و صوت اشباح الهموم في رأسي رمز النقاء !
و تزأر العواصف مخترقة جدران قلبي
مزقيه ! قلبا لم يعرف غير الشقاء
لا، مهلا، اصبري يا رياح الزمان
رحمة بحبٍ يسكن القلب و يملأ الفضاء
مرارة القلب تحلو في تخيّله
و القلب يحنو، و تردد الاصداء:
عراق، ان غريب الخليج عاد
خلف البحار، لعشقك، يعاني الف داء
تاهت البهجة منه فما فتيء
ينقّب عنها بين البلدان و الانحاء،
و ان غريب الخليج ليعلم جيدا يا موطني
ان ليس في غير ارضك له شفاء..
اتنفس في الشهيق صورتك، و في الزفير
ابعثر بقول اسمك ذرات الهواء
عراق، و كم من معنى جميل خلف اسمك البرّاق
عراق، هل انت سامع هذا النداء،
قربان لك قلبي المقطّع يا عراق
فنعم المُفتدى، و يالتواضع الفداء !
اذا شابه المستقبل الماضي فلتحمل الريح
حاضري الكذاب، ناثرة اياه وحيدا في العراء
و سأنتظر ثم انتظر مستقبل الامال
فاذا جئت اليك عرفت ان المستقبل جاء..
لا زال عطر زهرك، يا عراق، ينعش الروح
يا خوفي على الذكرى الا يكتب لها البقاء
يا عراق، احادث النفس عن خطط اللقاء
و لا يدفؤني في برد الشتاء، غير هذا الرجاء
© 2024 - موقع الشعر