من جديد - الحسين الطاهر

اقترب منا من جديد
الانذار و الوعيد
كفى لا اريد
الفراق العنيد
لا ينتهي.. و عن دربه لا يحيد
افي كل يوم نواح
اما تعبت اذناه
لقد انّت حناجرنا من كثر قول: اه
ثم يعود
انردد لك النشيد؟!
طبولنا صوت القنابل
و صراخ الثكالى من بعيد
شتمنا الصدى من حزن ما يعيد !
ان الصدى لنا يقول:
اهذا الصوت يخرج من هذا الذبول و النحول؟!
يا صدى احزاننا ان المصاب العظيم حين يطول
يسقينا دمعات من العيون
تنزل و لا تزول
**
تزاوجت النار مع الحديد
و مهرها دمنا نحن العبيد
اذا شمخت الارض بانفها، فبنا تميد
و اذا غضبت السماء ببروقها، فعلى رؤوسنا تزيد..
**
لامهاتهم يعود الابناء
و لاعشاشها تمضي الطيور
افراقنا حتى الفناء
لا بسمة، لا لقاء
لن نكون سعداء.. حتى تسعد بنا القبور؟
ياءيها الزمان كم تجور !
**
يا لسان الحمد و التمجيد
اصبر ! فكم لنا من فقيد
لا يُحمد غير الله على المصائب و الدموع
و على رؤية شعبنا يبيد !
- متى يا وطني الرجوع ؟!
**
ربما رأيت النسور
يوما حول رأسي تدور
-لكن عاليا بين السحاب-
حتى انتِ حمقاء !
اتركي للغربان الباب
فاختصاصها هي: جثتي
"جثث الموتى الاحياء"
دعيها تنهش لحمي
تتلذذ بعظمي
تاكل فيّ و لا تعرف ما اسمي
و بفضلاتها تصنع لي الغطاء
فان هذا ما عرضه الزمان عليّ
رفضت عرضه
فوبخني و قال: ياللغباء !
يا بشر بعد كل فعالي معكم ما زلتم جهلاء؟
يا بني اسمعني – هكذا زماني خاطبني-
هل اختارني قبلك احد؟!
بل وجدت قبلكم جميعا و بعدكم سوف اوجد
لذا فان عروضي لا تردّ !
**
بعيدا عنك
كم مرّ علي عيد
اناجي البدر يخبرني
ان التحسّر لا يفيد..
لكنني فقدت بيتي الوحيد !
وطني.. عيد سعيد
**
و امضي لوحدي كالاسير
نحو مجهول المصير
اغمض العين، لعلي احلمُ
و لا اريد فتحها، لاني اعلمُ
ما الواقع المرير
وحدي بلا نصير..
ليتني الى الجنان اطير
خلف الصحاري و البحار
في جزيرة نائية
و شمس تدفيء وحشة الطريق، وحشة الفراق
ينهي احلامي غيم و رعود، و يوم مطير
و درب يصعب فيه المسير..
حسنا ربما تحت شمس الغروب
قطرات مطر تبرّد حرَّ القلوب
في جنتي البعيدة تلك، و لكن
ما الذي سيشفي روحي من الندوب؟
اعلم اني سأجلس في جزيرتي تلك
فارى ماضيي في الغيوم
و ستحدثني عن موطني النجوم
و سيحمل اخبارك لي النسيم
و صحيح اني لم اذق جوز الهند فيك،
و لكن سيذكرني طعمه بك في النعيم !
**
فالى اللقاء يا وطني
و استلم مني السلام..
© 2024 - موقع الشعر