عُمر بن الخطاب يُبعث مِنْ جديد - شريفة السيد

عُمر بن الخطاب يُبعث مِنْ جديد
------------------------
 
للنِّردِ بينَ أصابعي لُغةٌ
ولِشُربِ بعض الشَّاي في المقهَى
تعابيرٌ أُخَرْ
ولِصوت نادِلنا المُبجَّلِ
بهجَةٌ
فإلامَ أنْتظِرُ انتفاضةَ رَغْبَتِي
يا صُحْبَتي
هيَّا احْملُوني للطَّريقِ أجُوبُهُ
فرَعيَّتي
في شَارِعِ البُسْتَانِ
لمْلَمَها السَّأم
يقْتَاتُها الحُزنُ
النَّبيلْ
رُدُّوا علَيَّ عَباءتِي
،ثِقتي بمتَّكَئِي
فلسَوفَ أُبْرِئُ حُزْنَها
سأمُرُّ بالنُّصُبِ القَديمِ مُغيِّرًا
وكَأنَّما نهض الغُلامُ بداخِلِي
مُتَوقِّدًا
ولرُبَّما تَتَعثَّرُ الخُطواتُ
تضْطَربُ الرُّؤَى
لكِنَّنِي..
ونواظِري مَشدُوهَةٌ
سأظلُّ أمضِى رافضًا
وبكاحلي خيطٌ سميكٌ
شدَّني نحو الطَّريق
قدمي به مُتمردةْ
وذواكِري
تسترجِعُ العَبَق
المُدلَّى
مِنْ عناقيدِ الزَّمانِ
المُنْتَشِي
فأنا الذي
رافقْتُ قَوْمِي في الظَّلامْ
لأُنِيرَ وجْهَ قتامةٍ
وأَرُدَّ ظُلمًا بائنًا
وأُعِينُ مَنْ خَدعَتْهُ نارُ المَوْقِدِ
إذْ ضَلَّلتْهُ الأُمُّ:
نَمْ حتَّى نُضُوجَ المأكَلِ
وأنا الذي
وارَيْتُ أحْزانِي
دَفنْتُ كآبَتي
بينَ المقاعِدِ، في المَقاهِي
بينَ خِصرِ الطاوِلَةْ،
ولَكَمْ أتاني بائعُ الفُلِّ المُفَتَّتِ
فاشتريتْ
وبائعُ الحُزن المُعلَّبِ
فاشتريتْ
ولكَمْ أتاني الفَقْرُ
مُلتحفًا رداء صَبيَّةٍ
قطراتُ دَمعٍْ
بلَّلتْ يدَها
وبجَبهَتي
قطراتُ إعلانِ التمُّردِ
والغَضَبْ
يهتزُّ في فَمِهَا السُّؤال
ناديتُها
فتبسَّمتْ
(وتعطَّلتْ لغةُ الكلام وخاطَبَتْ
عينيَّ في لغةِ (الأسَى) عيناها)
يا سادتِي
لو تتركُوني
قاصِدًا حُلمي المُراودَ أضْلُعي
فأخضِّبَ الزَّمَنَ الخَئُونَ
أُعِدَّ مائدةً وأثوابًا
أُوحِّدَ أُمَّتِي..
ألجَ الفضاءَ بمُهْرتِي..!!
لأفُضَّ هذي المَهْزلةْ..!
15 / يناير/ 1995
------------------------
 
شعر / شريفة السيد
من ديوان / الممرات لا تحتوي عابريها
ط/ دار غريب / مصر
1996
مع أجمل وأرق أمنياتي
شريفة
© 2024 - موقع الشعر