عَلى.. جِسْر الرّاين

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

عَلى.. جِسْر الرّاين - محمد الزهراوي

عَلى..
جِسْر ِالرّاين
 
ألا قُل لي..
أعُدْتَ مِنْ
سَفَرٍ طَويل ؟
لَكَ بَهاءُ الْمَليحَةِ
مُمَدّدَةً..
وَحْدَك النّشيدُ
الوَقورُ أيُّها الشّيْخ.
أنْت هُو أنْتَ..
في الخَرائطِ
تتَعَرّى لِلرِّياح.
شَقْراءُ..
مُهْرَتُكَ الغاضِبَة.
أنْت أغانٍ مُتَناثِرَةٌ
تسْبَحُ كالطّيْرِ..
وَما لَكَ لا تسْتريحُ ؟
كمْ..كَمْ أنْتَ
جَميلٌ أيُّها السّاري !
تنْسابُ غَيْماً.
ها أنْتَ ذا..
الأفُقُ الرّحْب.
تَسيرُ مِثل
فُلْكِ نوحٍ..
تَسْتَنْسِرُ في مَدى
الأوْطانِ والأزْمان.
ليْس كثيراً..
أن يَضُمَّكَ خافِقي.
أنا هُنا فوْقَ
الجِسْرِ أيُّها الفَجْرُ..
أعُدُّ لكَ الوِلاداتِ
وَسَطَ الأخْضَرِ.
ماذا أرى ؟..
أهذا ما عَزْمُكَ
شَيّدَ أمْ..
عَزْمُ الرِّجالِ ؟
أرى الحَرْبَ الأخيرَةَ
تَكْنِسُ عَنْ ضِفافِكَ
ما تبَقّى مِنْ دَمِ
الحَرْبِ تَسْتَحي مِنْكَ
مِثلَ عاهِرَةٍ وَتُغطي
بِبَرْقَعٍ وَجْهَها !
إلى أيْنَ تأْخُذُني ؟
لكَ انْعِكاساتُ بَريقٍ.
جَذْلانَةٌ وُعولُ مِياهِكَ
الجامِحَةُ وَقدْ هدّتِ
السّورَ الحَزينَ..
تحْتَ الشّهُبِ.
إلى أيْن تَهْتَزُّ..
بيَ صافِناً عَلى
هذا النّحْوِ..
مِثلَ مَلِكٍ ؟
خُذْني مَعَكَ إلى
أقاصٍ بِها أحْلُمُ.
أنْتَ غَبَشٌ وَحُداء
أنْت خمْرٌ..
ومِنْ فرْطِ
النّدَمِ أيُّها السّكْرانُ
بِما لَيْسَ لي..
أنْت جُرْحٌ !
فَلا تأْسَ.
مِنْ كُواكَ أُطِلُّ
السّاعَةَ عَلى
أبْراجِ الحَمامِ
وَالْمُدُنِ الجَميلَة.
أنْتَ الرّذاذُ
الّذي يَسْقُطُ الآنَ.
تَمْشي مِثلَ
امْرَأةٍ شَهِيّةٍ..
فاغْتَنِمْ صَفْوَ
اللّيالي وَلا تَغِبْ!
تنْداحُ في..
كَفِّكَ النّهاراتُ.
شاسِعَةٌ أرْيافُ
صَهيلِكَ صَوْبَ ظِلٍّ.
لا شيْءَ يوقِفُكَ..
تَلْتَحِفُ التِّيهَ عِبْرَ
الغاباتِ كأنّما تبْحَثُ
عنْ حانَةٍ أيُّها
النّهْرُ الهَصور.
لا غُبارَ
عَليْكَ تسْتَأْسِدُ
تَصيدُ الفُهودَ في
سَماءِ لَوْحةٍ !
وَحْدَكَ ذا باعٍ:
أنْت خَطٌّ طَويلٌ
مِنَ الأحْلامِ وَالزّبدِ.
وَحْدَكَ في غَلَسِ
الرُّؤى تَصوغُ
امْرَأةً مِن بِلّوْرٍ..
تُدْلِجُ صَوْبَ
الأغْوارِ إلى ما
هُوَ أعْمَقُ مِنَ
الْمَشارِفِ وَالقِباب.
لكَ شَهَواتي..
تتَهادى بِها
في الْمَسافَةِ.
ها قدْ سَطّرْتُ
عَلى صَدْرِكَ
أحْلامِيَ لكَ
مِنّي الوُدُّ وَأنا
أتَفَرّسُ في
حِسانِكِ شَغوفاً
بِهِنّ معَ الصّعاليكِ.
وَأكادُ أنْ أهُمّ..
بِهِنّ وَلكِنّ العَفافَ
هُنا يَصُدُّني !
 
مدينة كولون / ألمانيا
© 2024 - موقع الشعر