مُناجاةٌ.. مَعَ الهدْسون

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

مُناجاةٌ.. مَعَ الهدْسون - محمد الزهراوي

مُناجاةٌ..
مَعَ الْهدْسون
 
لَمّا رَأيْتُها
مُسْتلْقِيةً..
فِي اللّيْلِ
وَسِراجٌ يُضيئُها
بِمَظْهرِها الْفنِّيِّ
وَلَحْمِها الشّهِيِّ
مُزَيّنَةً بِأساوِرَ
مِنْ جَمشْتٍ
وَخَواتِمَ
مِن ياقوتٍ..
اعْتقدْتُها إلَهةً
تنامُ فِي
سَريرِ القَصيدَة.
وَكانَ لِي عِنْدها
أحْلامٌ وَأوْهامٌ
وَنِعَمٌ لاتُحْصى
بِشَذى النّبيذِ.
أتذكّرُ ما حكَوْا عَنْ
عَيْنَيْها الشّاعِرَتيْن.
أنا مُسْتهامٌ..
لأعْرِفَ أيُّها النّهْرُ.
قِفْ بِيَ
بِالشِّعْبِ ساعَةً
أوْ إلَى حينٍ..
لأُِلْقِيَ لِهمَجِيّةِ
القَدِّ في
سَريرِ العُشْبِ
بِالّذي عِنْدي.
عيْنَاها..
بِلَوْنِ الْفيْروزِ
وَجَدائِلُها الطّويلَةُ
بِسَوادِ اللّيْلِ.
لاهِيَةً كانتْ مَعي
وَلانِهائيّةً..
كانَتِ السّهْرَةُ.
كَأنّ إيروسَ رتّبَ
كُلَّ شَيءٍ وَصاغَ
جَسَدَها النَّهِمَ
كَوَحْشٍ وَزينَتها
مِنْ ضِياءٍ لي..
أتذَكّرُ بِالظّبْط.
وَالآنَ خُذْنِي
مُبْتَعِداً مَعكَ أيُّها
الْوَحْشُ السّرِّيّْ.
لكَ فَمُ الفَيافِي..
وَصَهيلُ الْغاباتِ.
أظُنُّ مِنْ
شِدّةِ الشّوْقِ..
إلى الغَزْوِ.
آهاتُكَ لا
تسْكُتُ أيُّها
الْمُسْتَغْرِقُ
فِي الْحُلْم.
أتعْشَقُ مِثْلِيَ
امْرَأةً لا توجَدُ
فِي مكانٍ ما ؟
أمْ رَغْبَةً
فِي القَتْلِ؟
لِماذا لا تسْتَريحُ ؟
ألا تُحِبُّ..
أنْ تقْرَأ ؟
كلُّ الْمدى الْمفْتوحُ
كِتابٌ أمامَكَ..
وَتضحَكُ مِنْ جَهْلِكَ
قصائِدي الْحَزينَةُ.
تَذكّرْ أنْ لا أحَدَ
غيْرُكَ فِي الْمكانِ..
تذكّرْ أيُّها الإلهُ
الأمبِرْيالِيُّ العاشِقُ.
تحْلمُ يا الْمبْحِرُ
بِكَ النّهاراتُ.
ولِلْخيْلِ الأسيرَةِ
عِنْدَك مطالِبٌ
كما..
تدَّعي القصيدَةُ.
أتَذَكّرُ مَعَك حانَةَ
سيدوري في بابِلَ
وَأسْماءَ حاناتٍ
أُخَرَى فِي
بَيْروتَ وَهانْوي.
أتذَكّرُ مُغامَراتِكَ
الدّونْجوانِيّةَ وَالحَرْبيّة.
وَتذَكّرْ ياشَيْخُ..
أنّا غَريبانِ فِي
الْحَواضِرِ وَالبَوادي
بيْن الْ..
أجْلافِ مِنَ الْعامّة.
لِي مكانٌ في الكُتُبِ
أقْضي بِهِ زَمَناً أرْتَوي
وَروحيَ الزّاهِدَةُ..
فَالْحِبْرُ حَبيبٌ لِي.
وَلكَ قبْلَ أنْ تَصِلَ
أهْوالَ بوسَيْدونَ
حَيِّزٌ يَخُصّكَ..
كَمَأْوى وَمُتَرَبِّصاً
كَتِمْساحٍ بِالْمُدُنِ.
كَما فِعْلُك ..
بِبَغْدادَ..مثَلاً ؟!
وَما أَحَبَّ كَما
إِلى إيثاكا..
أنْ يكونَ الطّريقُ
معَكَ طَويلاً..
وَتَخْفُرُكَ الصُّقورُ
كَما يُقالُ..
خَوْفَ الإرْهابِ.
وَلَنْ أتحَدّثَ
أوْ أُبْدِيَ رَأْياً
مِثْلَما مَعَ الْخَضِرِ..
حتّى أصِلَ
الْوَطَنَ مُحَمّلاً
بِالْعُطورِ وَالشِّعْرِ
الّذي كتَبْتُ في
عيْنَيْهِ أثْناءَ ..
هذا الغِيابِ.
وَداعاً أيُّها
الْجُنْدِيُّ ذو الْحِذاءِ
الْمُلَطّخِ بِالدِّماءِ..
وَحارِسُ الْحُرِّيةِ
المَجْنونَةِ مَنْزوعَةَ
الوجْدانِ الإنْسانِيّ.
أوْ كَما في الغَياهِبِ
مُمَزّقَةَ القَلْبِ أوْ
مَقْطوعَةَ الرّأْسِ
 
نيويورك
غُشت 2012
© 2024 - موقع الشعر