مَخاض..

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

مَخاض.. - محمد الزهراوي

مَخاض..
 
وَحَقِّ
الْهَوى!..
لسْتُ أنا
مَنْ غابَ.
تَهْرُبينَ
مِنّي كوَثَنٍ
تَهرُبينَ مِنّي
وَتَحْفُرينَ فِي
الْقلْبِ والرّوحِ
وَأنا فِي
قيْدَيْنِ مِنَ
اللّيْلِ وَالطّينِ.
أبْتَغي خَلاصِيَ
وَأحِنُّ لِيَديْكِ.
أجْمَعُكِ..
أشْتاتاً سَيِّدَتِي!
أتوَسّلُ إلَيْكِ..
أجْمَعُكِ وَاحِدَةً
في أحْلاميَ
الكَوْنِيّةِ وَلا أسْمعُ
لَكِ غيْرَ صَدىً..
فأنْتِ مَنْ غابَ!
وَأنا الّذي أعْشَقُ
أُحِبُّ بِشَراسَةٍ
إذِ اسْتفْحَلَ
بِيَ الوجْدُ..
أريدُ دارَ مَيّ!
هِيَ فِي..
أضْلُعي أغْوَتْني
بِها النِّساءُ..
الْكُتُبُ الْقَديمَةُ
وَكُنوزُها الْخَفِيّةُ.
أنا أُصِرُّ أنْ
تَعْبُرَ بِها الْخيْلُ
إِلَى غَدٍ..
وَتُصِرُّ عَلى الْغِيابِ؟
لَوْ أنِّيَ طائِرُ
الرَّخِّ وَأُلْقي
بِيَ نحْوَها فِي
الْمَهاوي أحْرسُ
نَهْدَيْها مِنّي
وَمِنْ سغَبي!
أحْرُسُها..
مِنَ الْهَوى
وَمِنّي كَغَريب.
وَهِيَ بَعيدَةٌ مِنّي
فِي الْهيْكَلِ..
أَوِ الْمِحْرابِ.
لوْ تَعودُ ياعُمْراً
تَسرَّبَ مِنّي؟!
وَأُعيدُ حِكايَتي
معَ موْلاةِ
أهْدابٍ سودٍ
وَذاتِ..
اللّيْلِ الطّويلِ!
أُُعيدُ مَعَها
سيرَتِي كَما فِي
هذا النّصِّ وَهِيَ
طافِحَةٌ بالْعُشْبِ
تَحْتَ سَماءِ
هذا الْعالَمِ.
ها أنَذا...
فِي الظّلامِ
ياغابَةَ اللّيْلِ..
مُدّي لِيَ
يدَيْكِ يا وَطناً
وَإلاّ يا ا ا..
أَيُّها الصّدى
أوْ ياطائِرَ البَرْقِ
أرْجوكَ خُذْنِي
إلَى حضْنِها
الكَوْنِيِّ أنا..
أشُمّها عَبيراً.
إذْ فيها أشُمُّ
ما ضاعَ مِنّي
وَأهْفو إلَيْها
كالْهَديرِ وَجوعي
إلَى رُكْبَتيْها..
أخْضَرُ الْعَيْنَيْنِ.
وَيالَلْهَوْل!..
طَيْري ما زالَ
يَطيرُ بِثِقَةٍ يَتَفَقّدُ
مَخاضَها الْملَكِيَّ
الْعَسيرَ وَيَحومُ
حَوْلَ شفَتيْها.
وَحَيْثُما ذهَبْتُ
أطْلُبُها تعْتَرِضُني
الصّحْراءُ دُلّونِي
عَلَيْها وَكأنْ لا..
شيْءَ أبْعَدُ مِنْها
وَمِنَ الْقَصيدَةِ.
أنا أهْتَزُّ بِها..
كتَبْتُ عنْها فِي
مَنْفايَ ديوانَ
حُبّ وَأنْتَظِرُ
سيرَتَها الْمَلْحَمِيّةَ
وَمَخاضَها الأعْظَمَ.
وَأخافُ علَيْها
مِنّي أنْ تَصيرَ
أعْظُمُها رَميما!
وَياللْهَوْل..مِنْ
أجْلِ حُبِّها تَنازلْتُ
عنْ مَذْهَبِ حُبّي.
كنْتُ أسْقيها
الْماءَ بِراحَتَيَّ وَأخيراً
ترَكتْني غَريباً؟
© 2024 - موقع الشعر