قبّحينا ياعروبة .. لقد استحققناها ! .

لـ غسان عبد الفتاح، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

قبّحينا ياعروبة .. لقد استحققناها ! . - غسان عبد الفتاح

يانجمة كانت تشعشع في السماء ْ
وكواكباً نثرت على الأرض الضياءْ
يالؤلؤاً صعب منالهْ
لاإنس يدركه .. ولا جن يطالهْ
يادرة عن كل تيجان الملوك تمنعتْ
منْ أجلها :
كسرى تضوّر في الصحارى والقفارْ
وطوتْ قياصرةُ العجمْ
بحراً شواطئهُ بحارْ !
وسعتْ تسابقُ دربها لتطالها
همجُ التتارْ .
يا أمنا ..
مفجوعةٌ أنتِ .. ويملؤكِ الغضبْ
قد ضاقت الدنيا عليك .. وأثقلتْ :
فتحت أجنحة الظلامِ وفي ليالٍ مدلهمهْ
المعتدون الغاصبون من البعيد تسللوا ..ومن القريبْ !!
في غفلةٍ منا أتوا .. ( بتغافلٍ منا أتوا ! )
جبناء كنا .. منك لم نخشى عتبْ
خبثاء كنا .. ما شعرنا أنْ لكِ
ديناً علينا قد وجبْ !
لانفع منا أمنا ..
الخير فينا مُحتجَبْ
لاتعجبي ..!
نحنُ أصولٌ للعجبْ :
الذلُّ يسكنُ طبعنا ..
متأصلٌ لامُكتسبْ
الرجس في أرواحنا
متمكنٌ .. لا مجتنبْ
والعار آلفَ بيننا .
إن أوغلوا في ذَلنا ..
لاتنتظرْ منا غضبْ
أو أمطرونا :
ذلاً وقهراً واحتقارْ
في نفسنا لن يُحتسبْ !
لم نُعطِ في هذي الحياةْ
غير التمائم والخطبْ !
لانبتغي من عيشنا
إلا السلامة والطربْ !
فسلاحنا : " مزمارنا ، والدف أيضا .. والقربْ "
" نسْتلُّها " حين الطلبْ !!
لمْ نمتلكْ حتى قرارْ
لنعيد حقاً مغتصبْ !
وإذا عبرنا – صدفة – ساح الوغى
سنثير جلجلةً .. ونطفو كالزبدْ
ونفرُّ في كل الحروب ولن يُرى من نصرنا
غير التوهّم والصخبْ !
لاخير في أمثالنا ..
لاتأملي إصلاحنا
لاترتجي إيقاظنا .." فالنوم هذا منْ حقبْ ! ".
وخلاصة القول السديد المقتضبْ :
" النبل في الإنسان إنْ هو يفقدهْ
كالماء يصعبُ جمعه لو يُنسكبْ !"
إن كنت تبغيْ في الحياة كرامةً
وتّوَرِّثَ الأحفاد صرحاً من شموسْ
فلها طريق بائنٌ لا مُحتَجَبْ .. !
فيه تكون محبة الأوطان عشقاً في النفوسْ
كنْ كالنسورِ وعشْ عزيزاً في الذرى
فالذئب يستقوي على ذات الزغبْ ..!
" مانال مهزومٌ حظوظا في الحياة
السعد في الدنيا يناله من غلبْ ! " .
© 2024 - موقع الشعر