أودعْتهم خيرَ المودَع

لـ غسان عبد الفتاح، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

أودعْتهم خيرَ المودَع - غسان عبد الفتاح

الوجدُ أضناني وقوَّض مضجعي
والصَّبْوُ ألهب في الفؤاد توجّعي

البينُ يُسقمُ والحنينُ مؤَجِّجٌ
جمراً توسّدَ مُقلتيَّ ومدمعي

لما غَرُبْتُ عن الدّيار نفائسي
أوْدَعْتُها الرحمنَ خير المُودَعِ

تمضي الليالي والعيونُ سواهرٌ
سَهَدَتْ تملَّكها الاسى لمْ تَهجعِ

والقلبُ همَّ على الرحيلِ من الحشا
ماعاد يَحتملُ اللظى في الأضلعِ

جلّ الأماني للشَّغاف نُسَيْمة
منْ طيب ريحكمُ فتبرِئُ موجعي

ماكنتُ أهجرُ في الدّيار أعِزّة
من دون رُزْء داهم لايُمنعِ

لو نالتْ الأرزاقَ في أعشاشها
لمْ ترْتَحِلْ سُرَبُ القطا منْ موضعِ

الرزقُ لايأتي بغير مشقّة
تُذري خطاكَ على الجهات الأربعِ

هذي الحياة كأنها ساح الوغى
يوماً نغيرُ وآخر في مرجعِ

حيناً يساكنها الأمان وتارة
مسكونة بتوجّسٍ وتفجّعِ

ياربِّ لستُ من القضا مُتبرّما
أنت الذي تدري ببرّ تخشّعي

إنّي لأسأل من لَدُنْكَ تعطّفاً :
ماعاد صبري مُلهم لِتروّعي

نفسي تفيض من الأسى توّاقة
لِرضاكَ تأملُ أنْ تُجيبَ تضرُّعي

ياريحُ رِقِّي إنْ عبرتِ ديارهم
مِنْ مسك أشواقيْ عليهم ضَّوِّعي

ياريحُ غاليْ في عناق أحبّتي
وصدى العناق من الأحبة أرجِعي

دربي كؤودٌ بالردى محفوفة
منْ كان معْ رُكْبانِها لمْ يَرجعِ

© 2024 - موقع الشعر