المودع الكريم - حفل الخريجين - أحمد علي سليمان

مُودّعٌ يصحبُ الأماني
وينشرُ الفرْحَ والتهاني

ويبذلُ السعدَ مستعيناً
برقة البشْر والأغاني

ويغمرُ الجمعَ بالتحايا
تزينها لمعة الجُمان

مردّداً رقية تُنجّي
من الأذى يُروِّع الأماني

مُقدّماً عذر مستكين
لسادةٍ أخلصوا التفاني

مُشنفاً أذن مَن تلقى
بأحرفٍ غضةٍ حواني

ولهجةٍ عذبة السجايا
معسولة الوقع والمعاني

مُرَطباً خاطراً كسيراً
مِن الذي كم يُرى يُعاني

وناصحاً للذين حادوا
عن التسامي مدى الزمان

لعل شهماً يُجيب نصحاً
مُعطرَ النص والبيان

مُودّعٌ جاد بالعطايا
ولم يكن قط بالأناني

تعلم الخيرَ من أناس
رووه للخلق عن فلان

وجانبَ الهزلَ والتردي
وفاصلَ الطيشَ والغواني

واستهجنَ الزيفَ والتدني
بفعله العَفِ واللسان

وداعياً للهُدى البرايا
مُرَغباً في سنا الجنان

وراضياً بالمليك رباً
مُطبقاً شِرعة القران

مؤدياً فرضه بعزم
مستشعراً فيهِ بالأماني

مستظهراً نص كل علم
إذ لا يرى الغِش في اللجان

وراسماً بعده طريقاً
كالفلك ترنو إلى المواني

مُودّعٌ يعشقُ التحّدي
ويرفضُ العيشَ في الهوان

مستقبلاً أمره شجاعاً
وليس - في السعي - بالجبان

يتوقُ - للنصر - مستميتاً
بالرُمح والسهم والسنان

مُضحّياً بالذي لديهِ
حتى يَحِيقَ بالرؤى الدواني

مُراهنٌ ذا على التمادي
وكفه زانها اليماني

وكم يناغي طيوفَ غيب
مُستصحباً دَفقة الحنان

مُحققاً كل ما تمنى
مُحاولاً دائمَ المِران

ولو بعيداً عن الندامى
والدار ، والأهل ، والمكان

يا رب أحسنْ إليه دوماً
ما قد شدا رافعُ الأذان

يا رب جنبه كل سوءٍ
يُعيقه عن ذرى الأماني

مناسبة القصيدة

المودع الكريم (إنه لمن دواعي سروري أن أنشد هذه القصيدة التي تحمل عنوان: (المودع الكريم) وذلك في حفل الخريجين للعام الدراسي 2012- 2013 م. وأهنئ الطلاب وأولياء أمورهم الكرام ، وبارك الله ربي في مدرستنا الوطنية وفي معلميها جميعاً ، وجعلها قلعة للعلم والتعليم والتربية والأخلاق مدى الأيام.) رباه أنلنا عزتنا وامنحنا الحكمة يا مولى وانفع بأساتذةٍ بذلوا واجعلهم – بالبذل - الأعلى وأعز الطلاب جميعاً وقِهم – في عيشهمُ - الجهلا وأعز بهم دينك دوماً ليبيتوا – بجنانك - أولى كما وأهنئ الأبناء الكرام خريجي الصف التاسع ، وأتمنى لهم مستقبلاً حافلاً بالنجاح والتوفيق. وأعددتُ لهم هذه المرة قصيدة عذبة تناسب تفوّقهم وتتناغم معه ، وكنت قد أنشدتها على مخلع البحر البسيط. ويعود السبب في اختيار هذا البحر أنني استمعت إلى أحد النقاد يقطع بأن قصيدة (مسافر زاده الخيالُ * والعطر والسحر والخيالُ) ، لا يمكن لشاعر أن يُحاكيها اليوم! لا في معانيها ولا في وزنها! فتعجبتُ في نفسي وقلتُ: إن لغتنا العربية لا تزال لغة محفوظة بحفظ الله لها ، عظيمة المعاني والمباني ، تزداد جمالاً واختيالاً على سائر لغات الدنيا. وربما يكون لهذا الصنف من النقاد الحق! لأننا نجد كثيراً من المتشاعرين أو المستشعرين الذين راق للواحد منهم أن يتهم اللغة العربية بالجمود وراح يهاجم العروض والقوافي! وقررت أن أحاكي النص مودعاً أبنائي طلاب المدرسة!)
© 2024 - موقع الشعر