لَقَدْ عَهِدَ التُّرْبُ

لـ عاصم محمد ربع، ، في المدح والافتخار، آخر تحديث

لَقَدْ عَهِدَ التُّرْبُ - عاصم محمد ربع

لقد عهد التّرب الجمال على السرى
ولم تعرف الخيل الجفاف ولا العرى

ألا يا خيول الرمل فنِّي رمالها
أقيمي بساتين الكرامة مخضرا

حككتي مضاميرَ الطغاةِ بقوةٍ
فلم يشئِ الخطو العزوف عن الثرى

بدو لتَّواريخِ المفاخر والمدى
فكتِّبَتِ الأسماءُ دمًّأ مصوَّرا

تقوم الطلول المدمرات اليهمُ
قصورا مبانيها لآلئ منذرا

وليس من الإخفاق شيمةُ عاصمِ
فتبصر فيهم كلَّ نصرٍ وإن حَرَى

كأنهمُ نزلُ المنايا وتبخلُ
عليهم بقوتٍ وافرٍ ملأ البَرَى

تأمَّلَ سيفُ القاتلِ المتجبرِ
خطاهم فخوفَ الموتِ راحَ تخدَّرا

وإن زحفو نحو القتال أراقماً
تحلِّق أسياف العدى لتيسرا

على خبب الخيل الممهَّل أمره
يرون التروسَ الراجفاتِ من الحرى

ولما قتلتم في الحروبِ معادياً
وهبتم لهُ موت الكرامِ وأكثرا

لقد كانت الدبران تجلي قوامها
وما عرفَ الدبر الجواد ولا اندرى

كذا وبر الصحراء أعلم بالفلا
ولكنَّ أطنان الرمال منَّذرى

وساسةٌ فوق الفلوك مدادهم
مشامل آفاق السماءِ محررا

دخولهمُ أرض العدوِّ مشارفٌ
من المقبلِ الداري مناهُ اذ انصرى

ولا يلقمون العمرَ حقَّ لقامهِ
فإنَّ فناءَ العمر ليسَ بأبدرا

ولو كلُّ كلبٍ في الجوارِ مقاتلٌ
لما حَرَّكَتْ شعر الجياد بأحمرا

رعود العلا لا تستوي بضجيجها
مع البرقِ إذ أذيالهُ صلتِ الورى

أرى من جنودَ الأكرمينَ دخولهم
جهنَّم فاحت بالعطورِ بلا ضرى

ولا تحسبنَّ الشعرَ وافٍ خطاهمُ
فمن يبصرِ العمق الدميمَ تأحمرا

اذ النمل في وجه البيادقِ عاجزٌ
فقاد القوى والصاغرات مسيطرا

وكدِّس مواضيك القدامَ وزح لها
قبوراً مآويها الصدورَ مقفَّرا

وإن شئت وصفَ الكافرين بِذِمَّةٍ
فضع بدلَ الحبرِ الدماءَ وجزِّرا

تقودُ ميادينَ الرجولةِ أمَّها
أوِ الزعمُ أنَّ السيفَ بالغمدِ جوهرا

ففيهم رسول إن أردتَ وزنتهُ
بأكوان خلاقِ السماءِ مجبّرا

حفرتَ لمن عاداك قبراً بأرضهِ
وأمَّا كرامُ الخلقِ ماتو بمقبرا

اذا قمرُ الليلِ المضيئِ مغيَّبٌ
تضيئُ الليالي فيك ضوءاً مقمَّرا

كذا الشمس نالت من ضياه ضمانةً
بأنَّ نجومَ الدَّمِ ليست مدوَّرا

فلا شكل نصل السيف يحكي قتاله
ولا سمُّ ثعبان الحجارِ بأخطرا

أهل من كتابٍ في العوالمِ مدَّعٍ
عطاءَ الخيول الدارياتِ بمقدرا

© 2024 - موقع الشعر