أنا ورَكْبُ امْرَأةِ الشّمْس

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

أنا ورَكْبُ امْرَأةِ الشّمْس - محمد الزهراوي

أنا ورَكْبُ
امْرَأةِ الشّمس
 
ما أبْعَد
رَكْبَها تحْتَ
الأمْطارِ تِلْكَ
هِيَ تتَفَحّشُ بِكُلِّ
عُرْيِها الوَحْشِيِّ
وتتَقدّمُ صَوْبِيَ
خوْفَ الْجلاّدِ.
هذهِ قِصّتي أيُّها
الْغُموضُ معَ
امْرَأة الشّمشِ..
أَعُدّ فِي
انْتِظارِها اللّيالِي
هِيَ الرّيحُ تَهُبُّ..
تعْبرُ الأبْحُرَ فِي
عاصِفَةٍ كُبْرى إلَيّ
عَلى السّاحِلِ ..
ولكِن معَ منْ أتَقاسَمُ
هذا الغِيابَ ؟
ألْمَحُها فِي الْبُعْدِ
تأْتي تهُزُّ الروحَ..
تأتِي كالْعُصْفورَةِ.
تزْدَري بِحَيائِها الوثَنِيِّ
وَبِأوْجِ طَلْعَتِها الْمَرايا..
وتُضيءُ كالنّهارِ إنْ
قامَ مِن غَفْوَتِه فِي
الْمنْفى الْبارِدِ..
بِبَحْرِ الظّلُماتِ.
وتَجْتاحُ بِطَيْفِها المُتْعَبِ
الْمُدُنَ كالعَبيرِ.
أنا أنتَظِرُها بِقُفْلٍ
فِي فَمي أمامَ
اللهِ فِي مُسْتشْفى
الوَحْشَةِ والْكَلِماتِ.
أنتَظِرُها السّاعَةَ فِي
ضبابِ اللّيْلِ وَلا
أعْرِفُ مِنْ أيْنَ
معَ الأشْرِعَةِ.
جسَدُها النّهارِيُّ
مُجرّدُ فِكْرةٍ عَلى
طُرُقِ التّيهِ..
وَأخْشى علَيْها
الْموْتَ فِي البَعيدِ.
أراها ترْقُصُ فِي
اللّاأيْنَ رَقْصتَها
الأُخْرى وتُغَنِّي
لِعُشّاقِ النّهارِ فِي
قَميصِ النّوْمِ.
حتّى أنا عاشِقٌ
وَ أوَدُّ لَوْ كُنْتُ
أحْضُرُ الْمشْهدَ.
كيْفَ لا وَ هِيَ
تُسَمّي البَحْرَ صدْرَها..
الوضاءَةَ جسَدَها
الْملَكِيَّ الْمُثْقَلَ بِتِبْرٍ
يَشِعُّ كَيْ تظْهَرَ.
وتُسَمّي فَضاءَ
بَطْنِها حَقْلَ قَمْحٍ
وَنَهْدَيْها الْجوْهَرَ.
أنْظُروا أرْدافَها
الْكافِرَةَ كَغابِ
أقداحٍ.. تَنامُ بِبُطْءٍ
فِي حَرائِقِها
الْماجِنَةِ الْمُلْتَهِبة.
وتتَنَهّدُ مزْهُوّةً فِي
عُرْيِها الْمُشْتَجِرِ..
مِثْلَ مَأْساة.
أنتَظِرُها تأْتِي
بِأيْدٍ إلهِيّةٍ في
تيهٍ وسُكْرٍ..
مَليئَةً بِالنُّجومِ.
وَبِهذا أكونُ ملَكْتُ
كَنْزي الْمعْنَوِيَّ
وَ قَداسَةَ كعْبَتِها
الحَزينَةِ..اَلْمُتَعَدِّدَةَ
القِراءاتِ وَالرُّؤى
مِثْلَ كِتابٍ مَفْتوحٍ
بيْن يديْ نَبِيٍّ
عَلى الأحْقابِ..
أراها تأتِي فِي وَحْشَةِ
القَفْرِ حُقولَ حِنْطَةٍ.
وَجْهُها الْحَيِيّ
أجْمَل ما يَكونُ..
لَرُبّما هِيَ الآنَ
عَلى بابِ الْمَدينَةِ؟
وَقْعُ خَطْوِها
الْعاشِقُ لَمْ يَهْدَأْ
و ظِلُّها الْجَنوبِيُّ..
فِيَّ أيُّها الْغاوونَ
قَدِ اسْتَطالَ !
© 2024 - موقع الشعر