فتَى الأُسْطورَة

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

فتَى الأُسْطورَة - محمد الزهراوي

فتَى الأُسْطورَة
 
إلى
محمود درويش
 
الفَتى
الذي ترَِكَ
الحِصان وَحيداً
 
وجَعي
الْمهيبُ هذا
كانَ وَسيماً.
وَكانَ لهُ
فِتْنَةُ الْمُنْتَظَر.
أنْظُروا الْمَحاسِنَ.
ما أبْهاهُ معَ
وَعْلَتهِ الْمَلكِيّة.
وَما أرْوَعَها
معَ بعْلِها
الْكنْعانِيِّ يَدُهُ فِي
يَدِها وََيَمْشيانِ
عَلى خُطا نَهار..
كان لَهُ
صَهيلُ فُحولَةٍ.
هَبَّ..
يُغالِبُ الأنْواءَ.
وَاخْتَفى شِهاباً.
تتَذكّرُهُ الْمِسَلّةُ
تَذْكُرهُ الْ..
كاتِدْرالُ والْمِئْذنَة.
فَمَنْ نَأْتَمِنُ عَلى
هنْدسَةِ العُذوبَةِ..
عَلى مَديحِ الظّلّ
الْعالِي عَلى الْخُمورِ
الْمُعَتّقَةِ وَكُنوزِ
هذا السّاحِرِ ؟
هُوَ الْكأْسُ
فِي راحَتي
وفَتى الأسْطورَةِ.
كانَ يَرْجُمُ غِرْباناً
وَكانَ غَيْماً
يَصُدُّ الدّخّانَ
عَنْ عُيونِ
الْمَهى ويَجْنحُ
لِنَزَواتِ الْخُيولِ.
مَنْ مِنّا لا
يَتَهَجّى هذا
الْبَياضَ هذا
اللّحْنَ الْحبيبَ
أوْ يَنْساهُ ؟
ذهَبَ..
زاهٍ بِحَرائِقِها
وَغَمّازاتِها الْخُضْرِ.
كانَ لَها الْمجَرّةَ..
فَضاءاتِها الأُخْرى
وَكانَ اغْتِرابِي !
هُو الظِّلُّ ثَوى.
ما أوْحَشَ
الْجُرْحَ الْمكْلومَ
مِثْلَ أنْدَلُس..
هذا ما تَبَقّى مِنْ
مَلاحِمِ كنْعانَ..
مِن أساطيرِ
الإغْريقِ ومِنْ
سيرَةِ البَحْرِ
وهُو أوْسَعُ مِنَ
البَرِّ والبَحْر.
عَبيرُهُ الْخُرافِيُّ
لا يَبْرَحُني
وسَوْفَ يَبْقى فِي
قَلَقي طَويلاً.
دَعوا النّهْرَ..
يَنْحَتُ فِيّ مَجَراهُ.
أنا بِتَعاريج
مِنَ الزّمُرُّدِ..
أرْسُمهُ عَلى الرّمْلِ.
أُبْصِرُه ..
مَحْفوفاً بِأقْمارٍ.
صافٍ كوَجْهِ
السّماءِ ويُزَيِّنُ
السّماءَ وأسْمَعُهُ
فِي الْوَهْمِ.
ها هُو الْحِبْرُ..
يبْتَسِمُ
وَيَنْدى حَياءً..
هذا وَعْلٌ خارِجِيّْ.
كانَ يَعُبُّ
مِنْ صَهْباءِ بَيانٍ.
كانَ لَها
أُفُقاً لا يُحَدُّ..
ومَنْفىً لِرُؤايَ.
هُوَ الدِّفْءُ..
لافِحٌ يُطَوِّقُني.
أنا لَنْ أبْرَحَ
رَوْضةَ نارَنْج !
مِنْ أجْلِهِ
أنْفُثُ ياسَمينَ
وجْدي وأُفَتِّشُ
عنْهُ فِي فراغٍ.
كان يَرْجُمُ
غِرْباناً وَها قدْ
حطَّ الرِّحالَ..
اسْتَتَبَّ فِي
الثّرى خالِداً
فِي أبَدٍ وَفِي
الشِّعْرِ والنّثْرِ
وَالْجَنوبِ الْعَظيمِ.
آهٍ لوْ غَضِبَ
مرّةً مِنّا حَياؤُهُ
وَآهٍ لوْ يَعودُ ؟
تَرَكَ الْ..
حِصانَ وَحيداً.
وَأغانٍ كَثيرَةً
لِلشُّرْبِ والْحَياةِ
وَفَرّ مِنْ
دائِيَ وَذاتِهِ
إلَى
الْمُرْتفَعاتِ.
© 2024 - موقع الشعر