الأُسطورةُ الأُولَى - شريفة السيد

الأُسطورةُ الأُولَى
---------------
كَأنَ الله أطلقَنِي
ترانيمًا
تُسافِرُ عَبْرَ أَوْرِدَةِ المَلايينِ
لتُحفَرَ تحتَ مِعْصَمِهِمْ
عَلى فَمَهِمْ
وفي زَيتون جَبَهاتي
أنا مَنْ صَار في الدُّنيا
حديثَ الوَقْتِ والآتي..
***
هُنا في مِصرَ
قَافِلَتي
ونافلتي..
وذَاكِرَتي..
وقَنْطَرَتي وسينَائي..
***
وذَا عِرضِي الذي صَانَتهُ أَبطَالٌ
وذَا قَلَمِي الذي صَاغَ
ابْتِسامَتَهمْ، وبَسمَاتِي..
***
أنا تَغْريدةٌ كُبْرَى
أُغنَّي
كُلَّما غَنُّوا لنَهْرِ النيلِ
للحُورِ التي خَطَفَتْ قُلوبًا
للمَجَرَّاتِ
وأُسمَعُ
كُلَّما غَنَّى (علي الحَجّارُ) للبَحرِ
وللبِنتِ التي سحَرَتْهُ
خلفَ المَشرَبيَّاتِ
***
أنا الأُسطورةُ الأُولَى
أنا عَبَقُ انتصارِ الفَجْرِ
إذْ بانَتْ إضَاءاتِي..
أُرَصِّعُ بالطَّباشِيرِ المُلَوَّنِ
لَوْحَةَ الفَصْلِ
فَيَرْسمِنْي التَّلاميذُ:
مُصَفَّحةً
وطَائرةً
وأَوْسمةً.. وراياتِ
وأَخْرُجُ مِنْ حَقائِبهِمْ
كتابَ الحُبِّ
مُبْتَكِرًا
جَديدًا في حُقولِ القُطْنِ
في وَجَعِي.... ولذَّاتي
***
أنا الَّليلُ الذي أرخى
حنينَ النَّورِ
في قَمَري.. ونَجْمَاتي
تُفاخِرُ بِي أَرَاجيحُ الطّفُولاتِ
وكُل ضَفيرةٍ طُرِحَتْ
على ظَهرِ الأُنوثاتِ
ومعْطَفُ مَنْ بدَا كَهلاً
بمِنْتَصَف الشِّتاءاتِ
***
أنا إذْ جَاء أعدائي
رأيتُ الله قُدَّامي
فطَوقَني
وأَلْهَبَني
وشدَّدَ في مُعاناتي
وأَطلَقَ مَارِدي مِنِّي
فَحَقَّقتُ انتِصَاراتي...
***
أكتوبر/ 1996
 
شعر / شريفة السيد
من ديوان صهيل العشق / دار قباء / 1998 / مصر
مع أجمل وأرق الأمنيات
شريفة
© 2024 - موقع الشعر