لهيب العشق - فؤاد العاشوري

" لهيب العشق "
* * *
فَلْيَدُق لِلْعِشقِ قَلبٌ
هَزَّهُ العِشقُ فَدَقَّا
وَرأَى فيهِ شَقَاءاً ،
فَتَمنَّى بِه يَشْقَى
وَمَضى في دَرْبِهِ الْمَحْفُوفِ بِالأَخْطارِ مَشغُوفاً
وَشَقَّ الدَّربَ شَقَّا
باكياً مَا قَد تَوَلّى ،
راغباً في ما سَيَلْقَى
لَيْسَ مِنَّا مَن يَرَى العِشقَ خُنوعاً
أَو يَظُنُّ العِشقَ فِسْقَا
لَيْسَ مِنَّا مَن إذا نارُ الهَوَى مَسَّتْهُ يَوماً ،
صاحَ رِفقاً بِيَ رِفْقَا
كُلُّ نارٍ تَنطَفي فيِنا وتَخبُو
وَلهَيبُ العِشْقِ يُطفينا وَيَبْقَى
كُلُّ بُنيَانٍ عَلَى الأيّامِ يَفْنى
وبِناءُ العِشقِ نَحوَ الشَّمسِ يَرْقَى
كَمْ لَقِينا في سَبيلِ العِشقِ مِن ضَيمٍ ونَلقَى
كَمْ ضَرَبنا الأرضَ مِن أَجْلِ الهَوى غَرباً وشَرقَا
كَمْ شَقَقْنا الدَّرْبَ شَقَّا
كَمْ دَقَقْنَا البَابَ دَقَّا
كَمْ شَقِينَا وَلَكَمْ فيهِ سَنَشْقَى
غَيْرَ أَنّا سَوف نَبقَى
حَامِلينَ العِشقَ دِيناً ،
حَامِلينَ الدِّينَ عِشْقَا
 
* * *
© 2024 - موقع الشعر