البحث عن المستحيل - فؤاد العاشوري

" البحث عن المستحيل "
 
* * *
أبْحَثُ عن إنسانةٍ
تَجعَلُنِي نَبيّا
وَ تَصْطَفِيني لِلْهَوى إماماً
وَ تَجْتَبيني لِلعُلا وَليّا
أَبْحَثُ عَن مَعبودةٍ أَعْبُدُها
أُنْشِدُها شِعراً عَفيفاً صادِقاً نَقِيّا
أَنثُرُ فَوقَ رَأْسِها
الزُّهورَ وَالوُرودَ وَالحُلِيّا
تَكونُ لي الرّفيقَ والصّديقَ
وَالحَبيبَ وَ الطبيبَ وَالنَجِيّا
أَبْحَثُ عَن إنْسِيّةٍ
تُميتُني تُحيلنِي رُكاما
تُزِيحُ عَن جِسمِي النَّحيلِ
الحُزْنَ وَ السَّقاما
تَمنَحُني الوِدادَ وَ الغَراما
تَجعَلُ مِنّي مَلِكاً هُماما
تَجعلُني لِلعاشِقينَ
كُلِّهم إماما
أبحث عن محبوبة تَطيرُ بي نَحوَ السَّما
تُدخِلُني رَوضاً جَميلاً عَبِقاً سِحريّا
تُعيدُ لي المَاضي الذي افْتَقدتُهُ
تَرْسُمُ لي المُستَقْبَلَ الشَهِيّا
تَجعَلُ مني رجلاً
مُجاهدا، مُصابراً، نَبيّا
وَ تَصْطَفيني لِلهَوى إماماً
وَ تَجْتَبِيني للعُلا وَصيّا
أَبْحثُ عَن جِنيّةٍ،يَوماً مِنَ الأيامِ
قَد تَمثّلتْ لِي بَشَراً سَوِيّا
حِينَ انْتَبَذْنا بَعْضَ يَومٍ ، عَن عُيُونِ الحَيِّ
سَهلاً في الرُّبى شَرقيّا
حَيثُ أَنا أَسْقطتُ مِنْ كُلِّ نَخِيلِ
الحُبِّ وَ الشِعرِ عَليها رُطَباً جَنِيّا
حَيْثُ تَعلّمْنَا الهَوى مِن بَعْضِنا
حَيْثُ تَبادَلنا الهوَى العُذريّا
أَبْحَثُ عَن فِردَوْسِ أَحْلامي
وَعَن رُوحي التي ضاعتْ وَما ضَاعتْ سِوى
أنْ تَجعَلَ القلبَ الذي يَعشَقُها شَقِيّا
يا لَيْتَني نَسْياً أَكُونُ بَعدَها مَنْسِيّا
 
* * *
© 2024 - موقع الشعر