قَلْبِيْ فِيْ حِدَادْ - فرحناز فاضل

*******
 
 
قَلْبِيْ فِيْ حِدَادْ
عَشْراً وَعَشَراتٍ أُخْرَيَاتْ
حَتَّى المَمَاتِ
 
 
 
******************************************
******************************************
 
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
وقَدْ أَعْلَنْتُ الحِدَادْ ..
 
عَلَيْكِ .. عليَّ ..
عَلَى كُلِّ الدُّنْيا ..
بِطُوْلِ الحَيَاةِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
وَقَدْ اِخْتَرْتُ المُوَاتْ ..
 
لِيَ ..
وَأَوْلَدْتُ مِنْ رَحِمِي ..
طِفْلَ المُعَانَاةِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
مُذْ لَبِسْتُ السَّوَادْ ..
 
أَظْلَمْتُ الدُّنْيَا ..
وَالشَّمْسُ ..
تَعِبَتْ مِنْ مُجَارَاتِي ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
وَلَمْ أُصَالِحْ فِيْهَا الحَيَاةْ ..
 
وَعِفْتُنِيْ ..
أَخَالُنِي أَصْبَحْتُ ..
إِحْدَى المُتَصَوِّفَاْتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
أَخْشَى مِنْ أَيِّ خَبَرٍ مِسْعَادْ ..
 
أَقْلَقُ إِنْ ضَحِكْتُ ..
فَمَا عُدْتُ اَسْتَطْعِمُ ..
كُنْهَ الْفَرَحَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
جَمَّدْتُ فِيْهَا الأَوْقَاتْ ..
 
دَفْتَرُ الزَّمَنِ أُغْلِقْ ..
وَعَانَتِ الأَيَّامُ ..
مِنَ الاِنْتِحَارَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
مِنْكِ أُرِيْدُ الزُّوّادْ ..
 
وَقَدْ بَذَلْتُ ..
لِرُؤْيَتِكِ ..
لِرَبِّيْ اَلْقُرُبَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
فِيْ خِضَمِ التَّوَسُّلَاتْ ..
 
ضَاْعَتْ مِنِّيْ رُوْحِيْ ..
وَضِعْتُ ..
فِيْ تِيْهِ التَّضَرُّعَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
لَا أُفَرِّقُ بَيْنَ الْهَزْلِ وَالْجَدْ ..
 
اَسْتَجْدِي الْمَاضِي ..
وَارْمِي الْحَاضِرَ بِالْبَصَقَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
أَجُوْبُ شَوَاْرِعَ الْتَرَنُّحَاتْ ..
 
أَسْكَرَنِيْ الْأَلَمْ ..
فَقَدْ أَكَثَرْتُ مِنَ الْجُرُعَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
وَكِلْتَانَا نَزِيْلَ الْلَحَادْ ..
 
مُتَلَحِّفَةٌ أَنْتِ بِأَكْفَانِ ..
مُتَّشِحَةٌ أَنَا ..
بِدِثَارِ الْعِلَّاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
مَضَتْ مِنَ السَّكَرَاتْ ..
 
فَمَازَالَتْ ..
فِكْرَةُ رَحِيْلِكِ – أُمِّيْ– ..
تُجَدِّدُ بِيَ الطَّعَنَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
أُعَانِي الحِرْمَانَ وَالْفُقَادْ ..
 
وَالْعِشْقُ عَجِيْفٌ ..
وَالْحُبُّ ..
سَاكِنُ الرُّبَى الْجَافَّاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
مَلِيْئَةٌ بِالْعَبَرَاتْ ..
 
كَانَتْ لِدَمْعِيَ ..
وَحُزْنِيَ ..
وقَهْرِيْ عَتَبَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
اِنْقِطَاعٌ دُوْنَ إِمْدَادْ ..
 
فِيْ صَوْمَعَتِي ..
يَتَلَوَّى ..
فُؤَادِيْ مِنَ الزَّفَرَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
مَحْضُ ذِكْرَيَاتْ ..
 
صُوَرٌ ..
فِيْ أَلْبُوْمِ المَاضِيْ ..
وَأَطْيَافُ خَيَالَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
فَاقَتْ شَهَقَاتِي الأَعْدَادْ ..
 
أيْنَمَا يَرِفُّ إِلَى سَمْعِي ..
مِنْكِ صَدَى الضَّحِكَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
اِرْتِحَالُ آهَاتْ ..
 
صَبَابَةٌ وَوَجْدٌ ..
وَقَلْبٌ مَلِيْءٌ بِالإِرْهَاصَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
غَيْرَ مَنْسُوْبَةٍ لِأَحَدْ ..
 
فَقَطْ لِجُنُوْنِي ..
هَذَيَانِي ..
وَتَمَسُّكِي بِالآمَاْلِ الْوَاهِيَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
وَأَنَا رَهِيْنَةُ الصَّرَخَاتْ ..
 
صَرِيْعَةُ تَشَنُّجَاتِ ..
وأَنْتِ تَحْتَ جَنَادِلَ وَتُرُبَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
مَشْنُوْقَةٌ أَنَا بِمَسَدْ ..
 
أَتَدَلَّى ..
فَلَسْتُ أَصِلُ أَرْضاً ..
وَلَا أَرْقَى لِسَمَوَاتِ ...
 
*******
 
سَيَبْقَى قَلْبِيْ ..
أَسِيْراً لَدِيْكِ بِالْخَفَقَاتْ ..
 
وَطَيْفُكِ دَوْماً ..
يُدَاعِبُ عَيْنِيْ بِالدَّمَعَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
غِبْتُ عَنِّيْ فِي الْبُعَادْ ..
 
وَكُنْتِ دَوْماً ..
حَاضِرَةَ ذَاكِرَةِ الشُّرُفَاتِ ...
 
*******
 
كُنْتُ اَسْتَشْعِرُ ..
أَنِّيْ أَمِيْرَةَ الْأَمِيْرَاتْ ..
 
بِحَنَانِكِ ..
وَبَعْدَكِ بَقِيْتُ ..
دُوْنَ الْمُتَسَوِّلَاتِ ...
 
*******
 
آلَيْتُ أَلَا أَفْرَحُ ..
وَذَاكَ وَعْدْ ..
 
وَإِنْ كَانَ فَرَحٌ نِصْفَ اِسْمِيْ ..
فَبَقِيَّتُهُ تُنْقِضُهُ بِالْحَزَنَاتِ ...
 
*******
 
لَنْ أَنْسَاكِ أَبَداً ..
لَنْ أَنْسَاكِ مَهْمَا حَيَيتْ ..
 
فَلَسْتُ أَحْيَا إِلَّا بِذِكْرَاكِ ..
وَذِكْرَى أَجْمَلِ الْلَحَظَاتِ ...
 
*******
 
أُمَّاهُ أَنْتِ ..
مَاْضِيّ يَوْمِيْ وَالْغَدْ ..
 
سَأَعِيْشُكِ ..
بِالرُّغْمِ مِنْ كُلِّ الصُّعُوْبَاتِ ...
 
*******
 
سَ أَعْتَاشُ ..
عَشْراً وَعَشْراً أُخْرَيَاتْ ..
 
اَشْتَاقُكِ وَالْبَاقِي ..
حَاصِل مِنَ الْمُحَصِّلَاتِ ...
 
*******
 
عَشْرَةُ أَعْوَامٍ ..
اَبْتَدِؤُهَا بِتَجْدِيْدِ الْعَهْدْ ..
 
وَأُقَدِّمُ لَدَيْكِ فُرُوْضَ ..
الْوَلَاءِ وَالطَاعَاتِ ...
 
*******
 
ظَلَّيْتِ عُمْرِيْ ..
وَسَتَظَلِّيْنَ كَمَا الْفَرَاشَاتْ ..
 
تُزَيِّنِيْنَ بَتَلَاتِيَ الْمُهْتَرِآتْ ..
تُوْرِقِيْنَ زَهَرَاتِيْ ...
 
*******
 
أَيْنَمَا كُنْتِ أُمَّاه ..
لَكِ مَنِّي سَلَامَاتْ ..
 
لَسْتِ ذِكْرَى ..
بَلْ حَيَّةٌ أَنْتِ فِي النَّبَضَاتِ ...
 
***********************************
***********************************
 
 
فرحناز سجّاد حسين فاضل ,,,
16 – آيار – 2009م ,,,
 
 
 
 
 
ملاحظة:
.
 
إلى أغلى من كان لديّ ويكون ,,
إلى من اعتبرتها اختاً وصديقة ورفيقة ,,
إليها أمّ قلبي, الحنون, التي ربتني صغيرا ,,
إلى وحيدة ابنة خالي ,,
الوحيدة التي كانت تفهم صبابتي والجنون ,,,
إليكِ وحدك أرفع أذان حبي وعشقي ,,
وأرتل صلوات شوقي وغربتي ,,
وأدعوك من صميم وحدتي ,,
 
أدعو الله العلي القدير أن يرحمكِ ,,
غفر الله لي ولكِ ,,
وأدخلكِ فسيح جنّاته ,,
وألحقني بكِ برحمته ,,
 
كتبتها إيذاناً ببدء عشر سنوات أخرى
بعد انتهاء الأولى على موعد إبلاغي بحضورك لعدن
وحضورك إلى عدن أيام جلوسي لامتحان الثانوية العامة
ولقاءاتي بك أثناء وجودك وإخباري لك
بما لمسته من انطفاء نور عينيك
ووجود مسحة استسلام ورضا على وجهك الحزين
ولقائي الأخير بك
ومن ثم ذهابك إلى العمرة
ورجعتك بعدها إلى كراتشي
ومرضك الذي فيه قضيتِ نحبك
وأيام استجدائي القلوب المتحجرة لتسمح لي أن أكون قربك
ملأوني غصة وألماً وظلّت لقلبي أمنية موؤودة أن أراك
ووفاتك في السادس من تشرين الثاني عام 1999م
وعلمي بها في نفس اليوم الساعة الثامنة وبضع دقائق مساءاً
عذراً فهول الخبر وفجيعتي لم يسمحا لي
تسجيل اللحظة بدقة الوقت
اشتاقكِ واشتاق شم ترابكِ
واقبض منه قبضة احتفظ بها جنب صوركِ
أتوق لو احتضن قبركِ
قبل لأقضي نحبي ورائكِ
لن أقول وداعاً فأنتِ معي دوماً
بل إلى لقاء قريب في جنّة الخلد عند مليكٍ مقتدر ,,,
 
ابنتك ,,
(فرحة النساء كما كنتِ تُنادينني) ,,
© 2024 - موقع الشعر