رِسَالَةٌ إِلَى كَابُوسٍ مُتَنَمْرِدٍ - فرحناز فاضل

إهداء:
أُهدي هذياني المعتوه هذا ل (Her Majesty) الثلاثين
كلّ واحدة من عصيها بيتا من عصياني
هديّة وداع .. الوداع الأخير .. والفراق الفراق .. لا بعدهُ لقاء أبداً
لأستقبل الواحد والثلاثين بعبوسٍ قمطرير مقرطس بماركة مختلفة
و
(Happy Birthday To Me)
 
 
 
 
 
سِينِي تَحْتَ ضِرْسِكَ المُسَوِّسِ
رِسَالَةٌ إِلَى كَابُوسٍ مُتَنَمْرِدٍ
 
 
 
أَ مِنْ أَوَاقِي الصُّرُوفِ ذَا السُّدْسُ ؟!
أَو مِنْ تَجَنٍّى تَهَالَكَ الغَرْسُ ..؟!
 
أَمَّا تَلَوَّنْتَ آدَمِيّاً أَيَا هذَا
وَمَا قَدْ يُخْزِيْكَ يَا غُسُّ
 
تُحْصِي لِدَمْعَاتِ جُوعِهِمْ كُلَّمَا
دَانَ لِكَفَّيكَ لَوثَةً فَلْسُ
 
ظَلْمَاءُ ظُلْمٍ نَفْسٌ تَحَمَّلْتَهَا،
مَادَتْ بِفَتْكٍ أَرْضُونَ إِذْ تَقْسُو
 
تَظُنُّ بَطْشاً يُبْقِيكَ فِي ذُرْوَةٍ
هَهْ! خَابَ مِنْ كُلِّ ظَنِّكَ الحَدْسُ
 
مَاذَا أَفَادَتْكَ أَيُّهَا فِعْلَةٍ ..؟!
حَطْبٌ لِكُلِّ الحَيَاةِ يَا فَأْسُ ..!
 
قَدْ مَالَ عَاجُ البِطَانِ مُنْكَسِراً
وَقَدْ أَذَمَّتْكَ الْجَانُّ وَالإِنْسُ
 
اِجْنِيْ ثِمَارَ الأَحْقَادِ .. تَلْتَفُّ
كَالثُّعْبَانِ، يُجْنِيَكَ فِعْلُكَ البَخْسُ
 
أَيُّ حَدِيثٍ يُنْجِيْكَ مِنْ قَادِمٍ
لَمْ تُبنَ مِنْ نَفْثِ قَولِكَ التِّرْسُ !
 
وَإِنَّ فَاكَ المَمْسُوسَ مُغَرِّرٌ !
إِذِ انْبَرَى مِنْ خِطَابِكَ الدَّسُّ
 
نَهْنِهْ – مَلِيكَ الخُدَّامِ – عَنْ قَولَةٍ
مِنْ شَأْنِهَا لا ذَيلٌ وَلا رَأْسُ
 
عِشْرُونَ عَاماً وَأَنْتَ شَيْطَنَةً
مُسْتَنْبِتٌ، مِنْ عِهْنٍ نَمَا الضِّرْسُ !
 
عِشْرُونَ عَاماً يَا أَنْتَ مِنْ رَاكِدٍ
مُسْتَأسِنٍ .. مَا تَعَافُكَ النَّفْسُ ؟!
 
لا تَذْدَرِعْ فِي جَنْبَيَّ ذَرَائِعاً
لَحْمِي مَرِيرٌ .. مَا فَادَكَ الدَّرْسُ ؟!
 
أَ لَمْ تَذُقْ خَيبَاتٍ تَكَاثَرْنَ نَسْلاً
عَاقِراً .. أَمَّا حَاقَكَ اليَأْسُ ؟!
 
لَسْتُ الَّتِي تَسْتَمِيلُ إِلَيكَ .. أَو
مِنْ هَاجِسٍ قَدْ يُصِيبُهَا مَسُّ
 
وَ لَسْتُ لَغْوَ الرُّهْبَانِ فِي مَعْبَدٍ
أَوْ رُقْيَةً يَتْلُو مَا بِهَا قِسُّ
 
وَ أنْتَ مَا أنْتَ الآنَ .. لَمْ تَدْرِ !! لا ؟!
وَلَنْ يَجُولَنَّ الْفِكْرَ بِي بَأْسُ
 
فِي الرُّكْنِ إِذْ تُقْصَى الآنَ مُهْتَرِئاً
سُجَّادَةً يَنْطَوِي بِكَ الأَمْسُ
 
تُخْفَى .. وَقَدْ نِلْتَ الذِّكْرَ قَفْقَفَةً
مِنْ قَبْلُ، (مِنْ بَعْدُ) مَالَهَا تَرْسُو
 
تُنْسَى .. قَدِ اسْتَسْقَى العِزُّ مَائِدَتِي
لِيَأْكُلَ الطِيْبُ .. يَرْتَوِي القُدْسُ
 
إِنْ أنْتَ مُسْتَعْصٍ مَنْ أَنَا ..
إِنَّنِي (أَنَا) وَلا يَعْتَرِيْنِيَ اللَبْسُ
 
أَنَا الَّتِي لا يَحُدُّهَا أَيُّهَا
مَدَى وَلا تُحْتَوَى بِهَا كَأْسُ
 
وَ لَسْتُ إِلا أَمِيرَةً خُلُقاً
وَالنَّاسُ طُهْراً مَنَاقِبِي تَكْسُو
 
يُرَنِّمُ الكَونُ لِي أَهَازِيْجَهُ
وَالبَدْرُ يَعْلُو وَجْنَاتِهِ أُنْسُ
 
بِلاطُ قَلْبِي يَمْتَدُّ صَفْواً .. لَهُ
بِالوِدِّ فِي كُلِّ نَبْضَةٍ عُرْسُ
 
وَالْزَهْوُ فِي الرَّاكِعِينَ لِي قَائِمٌ،
وَلَمْ يَنَلْ مِنْ أَذَانِيَ الخَرْسُ
 
لَمْ يَجْتَرِحْنِي غَيرُ الوُضُوحِ عُلًى
لَنْ يَعْتَرِيْهَا – مَعَالِمِي – طَمْسُ
 
عَنْقَاءُ .. إِنِّي العَنْقَاءُ ..
وَقْتَ انْبِعَاثِي لا يُبَدِّلْهُ عَارِضٌ طَقْسُ
 
نُوراً تَبَجَّسْتُ فِي ذُرَى الصُّبْحِ دَوماً
.. كَيفَ تَنْسَى شُعَاعَهَا الشَّمْسُ ؟!!
 
 
 
فرحناز سجّاد حسين فاضل
العشرون من كانون الأوّل 2010م
© 2024 - موقع الشعر