مريتها مرّة الخطّار - دحام المنور الخالدي

مرّيتها مرّة الخطّار
في وادي الصمت مدفونة

لا طير يسري ولا ديّار
غير الوحش شاكي طعونه

كنّه امطلٍ على آثار
في ماضي العهد مسكونة

قريت في مدخلي إنذار
الجن حارم يفوتونه

واخلع نعالك بكل إصرار
فالدار بالطهر مقرونة

أنده بصوتي: يأهل الدار
ويردّ لي الموت بلحونه

هواجسي تنقلب ثوّار
إليا اعتلت خيل مجنونة

الحق راية عليها النار
بدرٍ تجلى على كونه

ما جبت يا (نورة) الأعذار
والظلم كافر بقانونه

مجنون يرمي حجر في غار
وألفين واحد يشيلونه

سمّي وإذبح ولا تحتار
وخلّي هل الوجد ينعونه

يا ويل منهو يوزّ النار
دوّر على السعد طاحونه

لحدن يقلّل بقدر الفار
ابسدّ (مارب) يهدمونه

عزاي في قولة الشعار:
نجايب الخيل مبخونة

والخيل ترمح بهالمضمار
بس الأكيدة بيتلونه

والقاع كنها صدف محّار
أطبق على لول مصيونة

والشمس والكوكب الدوار
قدّام ربه يداعونه

قالوا: ترانا بدينا نغار
لي تاخذ النور مزيونة؟

أرجي حياتي مع الأبرار
ويرد عزريل بعيونه

قومي وهلي بمن هو زار
وخلي هل الموت ياتونه

هزّي إليكي بجذعٍ بار
تساقط أشعار محزونة

وسمت صدر الحجر تذكار
(بأي ذنبٍ تقتلونه)

يا علّ غيمٍ يجي حدّار
ويخص قبرك من مزونه

© 2024 - موقع الشعر