السلسبيل نهج جآهلي

لـ عبدالرحمن آل عباط الزهراني، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

السلسبيل نهج جآهلي - عبدالرحمن آل عباط الزهراني

وش بقى نرجيه دام انا رقينا (للوصيل)
وانتهى حدّ النظر بين (الخوانق و الطوال)

كنّها خدّ الكحيل اللي تعجّل بالغسيل
كنّ من يغسل جمال الارض من بعد الجمال !!

انشد (المسراب) عنها و اشتكي (لمّ الحقيل)
و آترقب علّ (غبرا) تدري انّ الحول حال

كنت احسْب ان الموادع بالدموع و بالعويل
واثرها قد ودعتني يوم قالت لي تعال

كل مَ الشمس اشرقت قلت احسبي يم المقيل
كلّ ما غاب القمر قلت احتسبنا يا هلال

و الله اني من بعدها لا خفيف و لا ثقيل
غافل ٍ في ثوب نابه قد وصل حدّ الهبال

منوتي ليت التمني فادني لو بالقليل
و الله اني ما اتمنى غير تحقيق المحال

مسرج ٍ طلق البنادق و اطرب لصوت الصهيل
مخرج الما من تحت مآطاه قطاع البتال

كنه الليل ادهم بجبهته رسم ٍ للصقيل
كنه السيل اوهم بثبّته مفكوك العقال

لاقبل البراق يحدى مشيته فوق المخيل
لين ما تدري عن البرّاق هو و الا المخال

كنّ عينه عين حر ٍ فوق رجم ٍ يستميل
وين ما شاف الطريده ما هوى لين استمال

كنّ جيده جيد ظبي ٍ لا التفت ماهوب خيل
مَ افزعه ضرب السيوف اليا سمع صوت النصال

كنّ ساقه من عِتِم و الفخذ منهل للصميل
مَ اشتكى طول المسافه هاوي ٍ حمل الثقال

كنّ في حافره وشم ٍ يتبعه عابر سبيل
كلّ درب ٍ شاف وشمه فيه عدّه طيب فال

كنه اليا غار قرم ٍ ينتخيه اهل القتيل
كنّه اليا حار موج ٍ يلتطم يوم النزال

عدّة ٍ عاده عتاد و عادي ٍ عيد العميل
درع ٍ ادرع ما تورّع لو تروعه النبال

راس فخر و باس صخر و ساس ذخر ٍ للنبيل
ما يقدر بالثمن لو سيق فيه آخر ريال

قيمته يوم الرجال تلبّي الصوت النحيل
يوم يرمي غترته من لا توانى و العقال

لامطرت غيث الجماجم و احصدتها جيل جيل
و اغسلت بالدمّ ثوب ٍ ما عرف ويش الخمال

يوم ما يدري عن اللي مكرم ٍ و اللي ذليل
كلهم في عينه ارخص من شسع فرد النعال

من يمينه رمية ٍ و بظهره الطعنات سيل
من شماله ضربة ٍ و بصدره الخوف استحال

يوم ذاك اللي ورَد في راية ٍ بيضا و حيل
ما صدر لين ارتوت حمرا و حيله منه حال

ودّي ( اجهَمْ ) به قبل ترمي (شَعَقها ) للمحيل
و اصبح بْدار الجليله حين تسرح بالحلال

كنها من يوم شفت بْعينها مثل الوبيل
جنة ٍ سور المنايا مقتفيها بالوبال

الله اكبر جت تبختر و الله اكبر جت تسيل
سلسبيل ٍ من سحاب ٍ بالسما و السيل سال

هزّت اركان الثبات و شبّت اطراف الفتيل
و احرقت يوم اشرقت قلبي و شحّت بالوصال

سلّمت من غير تدري بالرموش و بالجديل
و اصطفق في راسي اكثر من ثلاثمية سؤال !!

هي تودّد و الاّ انا من زود مابي مستخيل
قصدها بانّ السكوت ابلغ كثير من المقال ؟

لين لفّت ثمّ قفّت و استخفّت بالجليل
قلت : عفّت و الله اكرم من كرمها ذو الجلال

مرّت الدنيا و قلبي من سقيم ٍ في عليل
بين همّ ٍ قد سرى به بين غمّ و سَمّ حال

و اقبلت من غير وعد ٍ باللقا و الليل ليل
كنّها بدر ٍ تجلّى في دياجير الليال

قرّبتني و اقربَت و العين عيّت لا تميل
شاخصات عيونّا و النطق ماله من مجال

لين راح الليل كلّه ما بقى غير الهجيل
و النجوم تحسّب انّ البدر يمشي بالرمال

قالت : اسمع قلت بسمع و الرجا حبله طويل
بسّ مابي هالسكوت يطول لنّ الليل طال

قالت : اول شي ٍ اسمه يستثيرك قلت : هيل
قالت اللي ما تعدّه مكسب ٍ لك قلت : مال

قالت : اللي من عرفته و انت خايف قلت : ويل
قالت اللي ما تخآف انه يردّك قلت : خال !!

و ابعدت عني مسافه ما تحال و لا تحيل
و ابتعدت ارجي خلاص الروح من قيل ٍ و قال

ادري انّ الموت مقبل يا منزّل يا نزيل
بالسبب و الاّ بدون اسباب مقبل لا محال

لكن النفس و هواها غرّت القلب الهزيل
و الرجاوي من قديم الدهر تغري بالنوال

من حفظ عهده و صانه بشّره بالسلسبيل
و من نقض عهد ٍ قديم ٍ فالمهانه به حلال

الرجال اللي تقدّر ما تنكّر للجميل
والجميل اكبر تجاره في ميادين الرجال

مدّ للمعروف كفّك تبّت ايدين البخيل
و اسق روحك من نمير العزّ تنعم بالظلال

لو عرفك الناس مثلي يا ( محمد ) بالجبيل
و الله انّ الطيب يبرك في حضورك كالجمال

يا كريم الساس قلبي ما يحطّ الا يشيل
و انت بالقلب و خفاه ادرى و تحكم بالعدال

لك على صاحبك حق ٍ ما جحده الا الهبيل
ساطع ٍ و الحق نوره ما يُوارى بالجدال

انت الاوّل في (سبيع) و مالكم فْ (سبيع) ذيل
لنّكم مثل النجوم اللي تشاف و لا تطال

طيبكم من طيب رنيه قبل الاملح و النخيل
دار ٍ ادناها تعلّى فوق هامات الطوال

كفّ ٍ اجزل بالعطا من كفّ (حاتم) و (الطفيل)
مدّة ايمان الخلايق ما تساوي لك شمال

بين قلبك و المراجل خوّة ٍ ما هي تزيل
لو تقطّع كلّ خوّه ف البشر هي لا تزال

يا محمّد ما يشحّ الطيب دامك له مسيل
و الوفا ماهوب مجدب وانت للوافين جال

ما لقيت من الخلايق لك شبيه و لا مثيل
كود هاذيك السحايب لا نشت فوق الجبال

ظلّها ما طاف ظلّك للزبون و للنزيل
و انت الاولى من عليّات السحايب بالظلال

غيث كفّك و المهابه و الرعد قول ٍ ثقيل
و البروق افعالك اللي شقّت ْثياب الضلال

و الله انّ المدح يقصر عن وصوفك يآلاصيل
و القصايد ما توفّي لو تسيل و لو تكال

ما على الدنيا حسافه لانذرتنا بالرحيل
مكسب ٍ ضايع و قبله قد فقدنا راس مال

لكن الحسره على اللي مثلكم ماله بديل
ما ملى غيره مكانه لا عمام و لا خوال !!

© 2024 - موقع الشعر