مولد العطر موت للزهور - لطيفة حساني

من كوكب الحزن قد جاءت حكاياتي
تقصّ للبدء بعضا من نهاياتي
تبعثر القلب في الأوراق بائسة
نضت على البوح أسما ل المسافات
طعنت في الحزن في ريْعان أزمنتي
وقد منحت المحيّا للغيابات
من يستفزّ فراشاتي وقد أفلت
شمسُ الطريق وفرّت من صراعاتي
أدقّ باب هواهمْ أقتفي أملي
ليفتح اليأس من كلّ اتّجاهات
نزعت أقنعة الأيّام واثقة
أنّ السّعادة ضربٌ من خيالاتي
أرى المعاول لو فكرت في فَدَنٍ
تهزّ فِيَّ المرايا لانهياراتي
أنا الغريقة غطىّ الماء أشرعتي
وسارع الغيم في إخفاء مرساتي
أمدّ كفيّ وهذا الرّوع مختنق
وما رأيت مجيرا غير أنّاتي
يقودني الماء لا دربٌ ومتّجهٌ
والموت يغمر بالديجور مرآتي
بكانِيَ السّمك الغوّاص منتحبا
وقد رثتني جميع الأرخبيلات
قاسمتهم ألقا لما تملّكني
وهم التّنفس في عمق المحيطات
أضعتني وأضاع الوهم متّجهي
وحالني الوقت لغزا في متاهات
عنقاء تُحكى ولا تبدو حقيقتها
لا في التّراب ولا بين المجرّات
يردّد الطّير ما تخفيه أغنيتي
وتذ كر اللّحن أرواح الفراشات
ويحمل الطّفل في صندوق مهجته
إلى الغمام بريدا من رسالاتي
أنا وروحي ظلام التّيه موطننا
فهل على الفجر أرضٌ للحمامات
موتي حياة فلا ضَيْرٌ ولا أسَفٌ
فمولد العطر موت للزّهيرات
أحالها الدّهر دمعا قد سقى ورقا
يبعثر الدّرّ في كلّ المساءات
وهكذا يا زمان الصّمت خاتمتي
تد قّ بالبوح أبواب البدايات
© 2024 - موقع الشعر