مرثية مرفوعة إلى أبي رحمه الله ورحم جميع موتى المسلمين - لطيفة حساني

هناك لظى فجيعتنا هناك
يضرم ما تركته يا ملاكا
 
هناك عدمت ملقانا أخيرا
وحتى الدمع من دمنا بكاك
 
دفنت قبيل دفنك يا جراحي
وأودعت الأماكن في ثراك
 
أقبل كل ركن كنت فيه
وألثم ما رأته مقلتاك
 
تحاورني الأماكن باغترابي
وتسلبني التواصل والحراكا
 
أسيح بليل حزن سرمدي
لأن الشمس قد لبست حلاكا
 
أبي عادت كفوفي ملء موتي
وما عادت تحس بها يداك
 
أبي برد الليالي يعتريني
ومن ذا يدفئ الدنيا سواك
 
يجاذبني الزمان شتاء حزني
ووجداني يقاسمني اصطكاكا
 
فيا ليت الذي بيني وبيني
يوزع لاستفاض على مداك
 
أسافر من دموع لاحتراق
لبرد الدمع يرجع لو سلاك
 
من الميت الذي يرثيه حي
أنا أم أنت ياقمرا هناك
 
تسائلني المدافن هل سأبقى
أم الأجداث تمنحنا اشتراكا
 
دخلت خراب دهري كل خطوي
ذهاب في ذهاب مااهتداك
 
أحقا أبعدتك الموت عنا
أم الأوهام تقنعنا نواك
 
زهوري قد ذوت مذ ناء عنها
ومن جنات أحلامي شذاك
 
فليس البحر بحرا صوب عيني
وليس البر برا مذ جفاك
 
بكيت كأن كل الكون يتم
ولاشيئ هنا إلا بكاك
 
تسابقني الظلال ولم تذر لي
سوى الذكرى تضاعف بي هلاكا
تحملني جبالا من رزايا
تطاول في توجعها السماك
 
إليك الشوق محمول بحرف
تعود أن تهدهده رؤاك
 
تودعني وتملأ كل كوني
ومن ذا يملأ الدنيا سواك
 
تباعدنا اقتراب ليس يفنى
بروح لم تطق عنك انفكاكا
 
سيذكرك الفؤاد مدى غيابي
إلى أن أستقر على ثراك
© 2024 - موقع الشعر