نُذُرٌ ممّا تَيَسّرَ مِن شَوقٍ - إهداء لغاليتين جمانة وجيلان - فرحناز فاضل

دَعِيني وَ شَوقِي - يَا جمانُ - أُرَاوِدُهْ
عَسَاهُ مِنَ الأَشواكِ يُزهَرُ وَارِدُهْ

وَ مِن حُرقَةٍ يخضَرُّ عِرقُ أَنَامِلٍ
فَتَسعَى لِلَقفِ الثَّمرِ حِينَ أُوَادِدُهْ

وَ مِن لَوعَةٍ يَستَدُّ لِلآهِ سَاعِدٌ
فَيَهوِي فُؤَادِي مِن سِهَامٍ تُرَاصِدُهْ

وَ مِن لهفَةٍ مَدَّتْ بِقَلبي بِسَاطَهَا
عَلى مَوجِ نَبضٍ وَ الرِّيَاحَ تُطَارِدُهْ

وَ مِن خَفَقَاتٍ سَارَعَتْ في تَلَهُّفِي
جَرَتْ تَرتمِي .. وَ القَلبُ حُبٌّ وَسَائِدُهْ

وَ مِن وَلَعٍ يَنسَابُ شَلّالُ شَالِهِ
عَلى كَتِفَي حِسِّي فَتَاقَتْ سَوَاعِدُهْ

وَ مِن وَصَبٍ أَنسَاقُ نحرَ فَرَاشَةٍ
لَدَى النُّورِ نَارٌ .. في لَظَاهَا فَرَاقِدُهْ

وَ مِن وَلَهٍ هَفَّتْ نَسَائِمُهُ جَوى
فَحَابَ نجِيعُ المَاءِ إِذ ثَارَ بَارِدُهْ

وَ مِن دَلَهٍ جَنَّنتُني .. في تَبَتُّلِي ..
سِجَالِ دُمُوعِي .. هَل تخَفَّتْ شَوَاهِدُهْ ؟!

وَ هَل يَنطَوي قَلبي عَلَى غَيرِ نَبضَةٍ ؟
(أُحبُّهُ) غَنَّت، رَاقَصَتهَا قَصَائِدُهْ

وَ هَل يحتَوي نَبضِي عَلَى غَيرِ عِشقِهِ ؟
كَ (أُورْكِستَرَا) لِلخَفقِ مَوسَقَ قَائِدُهْ

لَأَخصَبُ مِن عُودِ الصَّبَابَةِ وَالصَّبَا
فُؤَادِي .. تَصَابى قَبلَ أَنْ هَمَّ صَائِدُهْ

أَ تَدرِينَ - يَا جيلانُ - مَا بي مِنَ الهَوَى ؟!
أَلا إِنَّهُ مَا أَشتَهِي فَأُجَاهِدُهْ !!

صَبَاحِي يُزَكِّيني بِعِطرِ لِقَائِهِ
بِلِيلٍ حَوَارِيِّ الهَيَامِ مَوَاعِدُهْ

أَغِيدُ كَأَستَارٍ تُحِيطُ بهَودَجٍ
أَمِيدُ كَغُصنِ البَانِ طَلَّتْ وَلائِدُهْ

لكِنَّ مَا تِلكَ الرُّؤَى غَيرُ لُعبَةٍ
يُغَالِبُني دَهرِي بها فَأُسَانِدُهْ

نَبِيذُ الهَوَى المَهدُورُ تُروَى شَوارِدُهْ
عَلَى مَتنِ بُعدٍ وَدَّعَتني رَوَافِدُهْ

سَرَتْ كَهرَبَاءُ البَينِ فيَّ غَمَارَةً
فَكَانَ جُنُونُ الهَذيِ همّاً أُكَابِدُهْ

وَ يَفرُكُني الهِجرَانُ مِصبَاحَ قَهرِهِ
يُجَرِّبُ إِخمَادِي لِيَصحُوَ مَارِدُهْ

غَفَتْ سَكَنَاتي إِذ صَحَى ضَيغَمُ النَّوَى
كَصَحوِ عَظِيمِ البَأسِ هَلَّتْ شَدَائِدُهْ

فَأَيُّ حَنِينٍ أُلبِسُ القَلبَ ضَوعَةً
وَ أَيُّ لهِيبٍ تَزدَهِيهِ قَلائِدُهْ

وَ حِينَ أُمَارِيهِ سَلًى وَتَدَلُّلاً
وَ حِينَ مِنَ التَّحنَانِ ذَوباً أُعَانِدُهْ

مِنَ الحُبِّ مَا أَحيَا بِقَتلِي شُعَاعَهُ
بِدَاخِلِ شمسِ الذِّكرِ تُضوَى مَوَاقِدُهْ

كَأَنَّ قُلُوباً في صُخُورٍ تحَرَّكَتْ
إِذَا مَا فُؤَادِي حَنَّ أَو أَنَّ وَاجِدُهْ

أَ تُنبِئنَني حَالي أَيَا جَارَتَيَّ ..؟! قَد
طَفِقتُ بِفَرطِ الشَّوقِ تِيهاً أُعَاوِدُهْ

مناسبة القصيدة

ولأنّ لا نبضةً تفرّقُ بينهما في قلبيولأنّ لا كريةً قد لا تحتويهما معاً في دمائيفكيفَ لشوقٍ أنْ يفرّق بينهما؟ .. ويحهُ !أو كيف لقصيدةٍ أنْ تفرّق بينهما؟ .. ويحها !هما الحبيبتان جمانة التميمي و جيلان زيدانالولادة:ذات صباحٍ شُباطٍ ناديتُ على شريطَ الإهداء قائلةفرحناز فاضل : جمان هل أقول أني اشتقت ؟!!!! يا جارةوكنتُ أقصد الشوق دونَ غيرِه فردّت عليّ جارتي المصونةجمانة التميمي : بلْ قولي : أتنكرينَ كم أنت تشتاقين إليَّ الآن يا جارة؟!!نُذُرٌ ممّا تَيَسّرَ مِن شَوقٍإهداء لغاليتين جمانة و جيلانفرحناز سجّاد حسين فاضلالسادس من شباط 2011مبكورة الصباح
© 2024 - موقع الشعر