ما تيسر من سفر الخروج - عبدالسلام مصباح

1-
نَخْرُجُ...
نَخْرُجُ مِنْ قَبْوِ الْكَلِمَاتِ
قَرَنْفَلَةً
أَوْ صَرْخَةَ صَمْتٍ
تَتَغَلْغَلُ فِي صَدْرِ قَصِيدَة
نَتَشَظَّى
نُبْحِرُ فِي الأَوْرِدَةِ الْمُقْفَلَة
وَهَجًا
وَجَنِينَ خُصُوبَة
فَتُحَاصِرُنَا
تَصْهَرُنَا
أَوْرَاقُ الذَّاتِ الْمَخْمُورَة
بًيْنَ خَلاَيَا الْحَرْفِ
تُمَارِسُ لَعْبَتَهَا
حِينَ تَرَانَا
تَسْرِجُ أَحْصِنَةَ الصَّمْتِ
وَتَفْرِشُ لِلْحلْمِ الْمُنْثَالِ
جَدَائِلَهَا
فَتُرَفْرِفُ مِنْ شَجَرِ الْقَلْبِ
فَرَاشَاتُ الْحُبِّ
وَفِي لْمْحَة
أَوْ فِي دَفْقَة
تَتَنَاثَرُ أَفْكَاراً
أَحْلاَمًا
وَهُمُومًا...
فَوْقَ جَلاَبِيبِ الشِّعْرِ
وَفِي أَرْغِفَةِ الْخُبْزِ.
 
2-
نَخْرُجُ...
نَخْرُجُ ثَانِيةً
نَخْرُجُ عَاشِرَةً
أَلْفًا...
مِنْ قَبْوِ الْكَلِمَاتِ
سَلاَفَ قَصِيدَة...
وَنَفْتَحُ نَافِذَةً لِلضَّوْءِ
وَنَافِذَةً لِلْحلْمِ
بَيْنَ ثَنَايَا الزَّمَنِ الْمُتَلاَشِي،
حِينَ يُفَاجِئُهَا الزَّبَدُ الْمُتَرَسِّبُ
خَلْفَ سَرَابِ الْحَرْفِ
نَتَمَشَّى بَيْنَ جِرَاحِ الْمَائَيْن،
وَفِي ظِلِّ النَّخْلَة
نَتًَعَرَّى
نَسْتَلْقِي فَوْقَ ذِرَاعِ الرَّمْلِ
لُحَيْظَة
تَسْبَحُ فِي أَشِعَّتِهَا
جِنِّيَّاتُ الشِّعْرِ
وَنَرْقُصُ
نَرْقُصُ
نَرْقُصُ
حَتَّى يُورِقَ نَبْضُ الْقَلْبِ
وَيَغْمُر نُورُ الْحُبِّ
طَرِيقَ الْحُلْمِ...
وَحِينَ تُحَاصِرُنَا
تَسْحُقُنَا أَفْعَالُ الأَمْرِ
حُرُوفُ الْجَرِّ
وَاسْمَ التَّفْضِيلِ
نُفَتِّشُ فِي دَاخِلِنَا
عَنْ عُصْفُورٍ
"بِجَنَاحَيْنِ مِنَ الضَّوْءِ"
أَوْ عَنْ نَهْرٍ
يَتَدَفَّقُ بِالرَّفْضِ
بِحَبَّاتِ الْفَرَحِ...
نَضْرِبُ فِي الأَرْضِ
نُلَمْلِمُ أَشْلاَءَ الْكَلِمَة،
أَوْ نَبْحَثُ عَنْ مَقْهَى
فَوْقَ ضِفَافِ الْحَرْفِ الْمَتَأَلِّقِ
نَطْلُبُ شَايًا
أَوْ بَعْضَ الْحُلمِ
وَنَكْتُبُ آخِرَ لَحْنٍ
يَتَغَنَّى بِالزَّمَنِ الْخِصْبِ
بِمِيلاَدِ الشَّمِسِ
وَنَمُدُّ أَصَابِعَنَا بِالْحُبِّ
إِلَى الْحَرْفِ الْمُثْخَنِ
نَجْمَعُ نَبْضَهُ
فِي الرِّئَةِ الْمَنْذُورَةِ لِلْفَجْرِ
أَوْ فِي ضَحَكَاتِ الطّفْلِ
أَوْ فِي نُقْطَةِ ضَوْءٍ
تَتَلأْلأُ بَيْنَ شِفَاهِ امْرَأَةٍ
تَتَمَدَّدُ
تَحْتَ عَبَاءَاتِ الْوَرْدَةِ
أَوِ السَّيْفِ
نُعَانِقُ حُلْمًا
يَتَنَامَى فِي جُرْحِ الشُّعَرَاءِ
وَفِي زَفَرَاتِ الْمَسْحُوقِينَ الْبَرَرَة.
© 2024 - موقع الشعر