تقابلات - عبدالسلام مصباح

شعر
عبد السلام مصباح
 
 
وَظُلْمُ دَوي الْقُرْبى أَشَدُ مَضاضةً
عَلى الْمَرْءِ مِنْ وَقْعِ الْحُسامِ الْمُهَنَّدِ
طرفة
 
 
 
إلى
أصدقائي المتخاذلين
 
 
 
سِكِّين تَافِهَةٌ،
مُتْرَعَةٌ بِالْوَهْمِ
وَبِالزَّمَنِ الْخَائِبِ
تَشْرَبُ
نَخْبَ بَكارَتِهَا
في كَفِّ جَلاّدي الْكَلِماتِ
فَتَنْفُثُ خَيْبَتَها
فَوْقَ حُقُولِ الْعِشْقِ الْمُتَوَهِّجِ
أَوْ بَيْنَ تَضاعِيفِ الْحُلْمِ
فَتَنْثَالُ جِرَاحُكَ
تُضْرِمُ
بَيْنَ دَوَالِي أَضْلُعِهِم
وَعَلَى أَحْرُفِهِم أَلْحَاناً
مُفْعَمَةً بِالْفَرَحِ
فَتُطَوِّقُها الأَعْيُنُ
هَازِئَةً
بِكَ
بِالضَّوْءِ الْمُتَجَذِرِ
في رَعَشَاتِ الْقَلْبِ
بالغَيمِ الأَخضرِ
والزرعٍ الوارف
في حقل الشعراء
فَتَرَى حُلْمَكَ،
هَذَا النَّاصِعَ وَالأَطْهَرَ،
فِي السَاحَاتِ
مُبَاحاً
لِمُجُونِ الأَلْسِنَةِ،
وَتَرَى أَزْمِنَةَ الْحُبِّ الْبَادِخِ
والأَنْقَى
تَتَدَلَّى
مِنْ أَدْرَاجِ مَكَائِدِهِمْ،
وَتَرَى النَّبَضَاتِ الْمُسْكِرَةَ الْجَذْلَى
تَنْبُتُ
تُزْهِرُ
فِي غَيْرِ مَوَاضِعِها،
وَتَرى الْحَرْفَ الْمَنْذُورَ
حِبَالاً مِنْ مَسَدٍ
وَتَرَى أَيَّامَكَ
حُبُّكَ
حَرْفُكَ...
تُطْحَنُ فِي أَزْمِنَةِ الضُّعَفَاء
فَيُصْبِحُ هَذَا الْعَالَمُ
أَضْيَقَ مِنْ كَفِّك،
وَتَرَى لُورْكَا
وَقَصَائِدَ نِيرُودَا
وَالطِّبَّال*
وإسماعيلَ **
وَسَيِّدَةِ الْفَجْرِ الأَخْضَرِ
أَشْجَاراً تَتَفَيَّأُها
وَتَقُولُ :
لَكَ الِكَلِمَات الْمَوْشُومَةَ
بِالتَّعَبِ المُتَسرِّبِ
من بينِ خلاياكَ
لَكَ الإِكْلِيلُ
لَكَ الْمِشْكَاةُ
لَكَ السِّدْرَة،
والْحُبُّ الْمُلْتَهِبُ
لَكَ الْغَيْمُ الدَّافِقُ
لَكَ فَاكِهَةُ الزَّمَنُ الآتِي
وَلَكَ كَفٌّ تَفْتَحُ نَافِذَةً أُخْرَى
في مِلْحِ الْبُسَطَاءِ...
وَفِي النَّجْمِ الْقُطْبِيِّ
وَفِي التَّارِيخِ الْمُتَسَرِّبِ
مِنِ بَيْنِ شقوقِ الأَزْمِنَةِ الْمَأْجُورَةِ،
وَتَقُولُ السُّنْبُلَةُ النَّشْوَانَةُ
(بِالْفَرَحٍ الطَّالِعِ في الْعَيْنِ)
لَك بُسْتانُ اللَّهِ
وَمَمْلَكَةُ الشِّعْرِ
لَكَ النَّوْرَسَةُ
وَلَكَ التَّاجَ
لَكَ
ا
لْ
قُ
بْ
لَ
ة.
 
 
* الشاعر عبد الكريم الطبال
* *الشاعر إسماعيل زويريق
© 2024 - موقع الشعر