حَوَّاءُ فِي سِـفْر الخُروج - شريفة السيد

حَوَّاءُ فِي سِفْر الخُروج
-------------------
 
وتضوَّرتْ عِشْقًا
وعاثَتْ في المَدائِنِ حائرةْ
لا النَّارُ تألَفُها
ولا جُدرانُ صَمْتٍ
آثرَتْ إلقاءَها
في جُبِّها
طافتْ بأوجاعِ المساءِ
تردُّها شمس
تلومُ نِصالَها
تنداحُ كالقُرْص المُمَدَّدِ
تَنْحَنِي سيْفًا
إذا يُلوَى حَزينًا.. كاسفًا
لكنَّها كالطِّينِ
حنَّتْ للجُذور
تَشبَّثتْ باللاحُضور
فعافَها
فتأوَّهَتْ:
- هل ذا زمانُ السوسناتِ
الذَّابلة...؟!
وأنا ابنةُ التَّجْوالِ فيكَ...!!
حَبستَ في كفَّيك قلْبي
وارْتسمتَ على سمائي
عنكبوتَ الليلِ
حتَّى راقَنِي
علَّقْتَنِي في عُمْقِ صَدركَ
آيَ عشقٍ مُزْهرةْ
ورسمْتَنِي نبتًا
وظلاً وارفًا
فظللْتُ في قَبْو احتضانِك طائرةْ
الرُّوح مِنْك تسلَّلتْ
وتمازجَتْ بهديل صوتكَ
في احتضارِ أنوثَتِي
وإذا بكونِك
يستطيبُ لِطَرْدها
رعْشَاءَ جزَّعها النَّحيبُ
تلاطَمتْ
فمشَتْ
كما تمشِي النَّسائمُ
خوْجَلَى......!!
-------------------
 
مارس/ 1991
شعر / شريفة السيد
من ديوان فراشات الصمت / المجلس الأعلى للثقافة / 1997 / مصر
مع أجمل وأرق الأمنيات
شريفة
© 2024 - موقع الشعر