العوسج و أزهار البنفسج - نايف العبيد

وقفت على الأطلال مثل الغيهبانْ
حيث اللوى دار الكريمة خيزرانْ

أسبرُ من فوق الزراج طيوفها
وسيقان جذعي في مكانها سامدانْ

فياليت شعري هل أبيتَ مناضلاً
أجوب البوادي مثل إبن الحوفزانْ

من أجل ماويةٌ تكف كف خصرها
من غنج مشيتها يميل الأيهقانْ

آخايل مشيتها عليَّ إذا بدت
تمشي الهوينة فوق روض الديدحانْ

سقتها آيات الشمس حتى أشرقت
كمشكاة نيرانٍ شعمها الموبذانْ

تبلج ديجور الأليل بنورها
من فوق رأسها مثل تاج الهرمزانْ

أمونٌ ختولٌ عيطبولٌ عندلٌ
كأنها بدراً في الدياجي زبرقانْ

وجناءُ حمراءٌ هضيمٌ كشحها
من حمر وجنتها يغار الكركدانْ

شقراءُ قمراءٌ لُجينٌ فاتنٌ
كأنها جاريةٌ بقصر القيروانْ

حتى علاء الدين لو أبصر بها
لن يسأل المصباح عن قمر الزمانْ

أبليت نفسي حتى أكسب ودّها
وانهار جثماني كجذع السنديانْ

سألتُ ملوك الليل عن أخبارها
وارسلت في أفلاك خُلدها ديدبانْ ..!!

والقرطُ دسّتهُ الكفيفةُ في الثرى
تنفث بالطلسام آيات الدخانْ

حتى سُطيح الذئبي حدّث شقّهُ
أنمار عن أمري حديثاً هينمانْ

وتلعي على حالي وتأسف كازيةْ
تنوح لأجلي فوق دوح السيسبانْ

أضمر نيران الصبابة والنوى
داخل قلباً صار مثل الشمعدانْ

ففي فقدها الموت المحتّم والأسى
وفي فيّها الأمل المحقق والأمانْ

© 2024 - موقع الشعر