حلم البنفسج - خالد بن محمد الخنين

حلم البنفسج
حُلمٌ يُعانقُ بالنَّدى أجفاني

هو طيفُ من أهوى ومن يهواني
مرَّتْ على روحي كأن نسيمَها

أرَجُ الطيوب همَى بكل حنان
غنَّيْتُها فإذا الشذى متألقٌ

بين الشفاه, وتمتمات لساني
غنَّيْتُها فالسفح يضحك والربا

والكون يَطْرب من صدى ألحاني
هي كل هذا العمر.. كل جماله

كل الوجود بسحره الفتَّان
هي صبوةٌ في الروح أشعلها الصبا

وهي اخضرارٌ في ربيع زماني
هي وردة الدنيا وكل بهائها

وهي ارتقاءٌ فوق كل بيان
يا مَن سلبتِ من الجمال جماله

وملكتِهِ تاجاً من التيجان
هاتي يديك أضم عبرهما الهوى

يامن ملكتِ مشاعري وكياني
أنت القصائد والقوافي كلُّها

يزهو بها في نشوةٍ ديواني
هذا قطار العمر يسحب ظلَّه

خلفي وتشرق بالأسى أحزاني
قالت وكان الدمع يصخب موجعاً:

أإذا مضينا.. في غدٍ تنساني?
فأجبتها والجرح ينزف بي دماً:

والله لا أنسى مدى الأزمان
بي في الصميم الذكرياتُ مثيرةٌ

وهناك عصْفُ الوجدِ في أركاني
إني أحس بصبوتي وكأنها

جمرٌ وأن صبابتي بركاني
وعلى سفوح الصدر تصخب رايتي

وعلى ذُراكِ بواسق الأغصان
وأنا هنا بين الأماني والسنا

إن شئتَ يا قمري هنا تلقاني
مابين حُلمٍ قد نأى عن مقلتي

ذكراه ماثلة وحلمٍ دان
يمتد بي عشقي إليك كأنه

عبر المدى بحرٌ بلا شطآن
قال الصحاب: إذا نأيتَ? فقلت: في

ثغر الحبيبة هاهنا عنواني
ما زال بوح المقلتين يثيرني

وتهزني من شوقها أشجاني
وعلى غصون البان غنَّى بلبلٌ

فبكى ومن عمق الأسى أبكاني
أَرِدُ المناهلَ كلها لكنني

أصبو إليكِ كظاميءٍ عطشان
هذا ثرى عمري وأنتِ غمامُهُ

والقلب لم يخفق لقلبٍ ثاني
وإذا أتى طيف الحبيب مسلِّماً

عبر الفؤاد شذًى بلا استئذان
© 2024 - موقع الشعر