أنتى المبتدأ وأنتى الخبر - باسم عبدالحكيم عيد

(أنتى المبتدء وأنتى الخبر)
 
هل تأذنين حبيبتى
أن تكوني كل شيءٍ...؟
نجومي وكواكبي
وشمسي والقمر
ترياق وقت جلسات السمر
عطراً يملأ أجوائي وحدائقي
كعبير القرنفل والياسمين
يفوح وينتشر
نغماً يعزف علي أيامي
ودواويني والوتر ......
 
لا تحرميني نظرات عينيكي ..
فهما فرحتي
وثغرك الباسم
يخفف ألمي وحزني والكدر
أه لو تعلمين حبيبتى ..
ففى وصفك يطول السهر
عيناك الجميلتان لؤلؤتان ..
قطعتان من مرجان البحر
وردتان حمراوان في باقة الورد
الأبيض تلوح تزدهر
وحمرة خديك من ضوء وضاء مستطر
وجبينك الناصع سحابةٌ بيضاء
وسط غيمات المطر
بدر منيرُ في ليل حالكٍ
علي مرمي البصر
وشعرك الأسود خيوطٌ من حرير القز
تنساب كالنيل العذب
يروي الأرض والناس والعمر ....
 
 
أعذرك حبيبتى فأنت لا تعرفين
الكثير عني
فانا رجل من زمان مندثر
لم يفتح قلبه من قبل ..
ولا بابه من قبل
لأي طارقة من إناث البشر
رغم تجاربى التى تفوح
وتنتشر
حبي رقيق كموج البحر الهادئ
كزخات المطر
علي الصفصاف والزيتون
والثمر
حبيبتى لا أعرف الكثير
من أسرار النساء
إلا ما ندر
أنا فارس علي صهوة جواد
جامح ضل وعثر
عاشق علي أوراقي فقط
وفي دواويني فقط
فكوني حبي وجوهرتي
ولؤلؤتي والدرر
لست وحشا بريا
ولا رجلا بربريا
لست بحرا هائجا
تموت النساء فيه وتنتحر
لا ترفضي حبي وعذاباتى
... فانا جندي
من أزمنة الحروب الأولي
لا أقاتل عدواً جريحا
واخدع نفسي ببريقٍ منتصر....
© 2024 - موقع الشعر