ماتوا وعاش الخبر - أحمد علي سليمان

نفقَ الأوغادُ ، واغتيلتْ سَمَرْ
وفئامُ الناس تجترُّ الخبَرْ

لعبتْ بالنار يكوي وهْجُها
كل نار بَدْؤها بعضُ الشرر

غرّها إبليسُ ، فانصاعتْ له
واستجابتْ لتردّيه القذِر

وتدنتْ في سراديب الهوى
دون خوفٍ أو حياءٍ أو حذر

واستكانت للألى لم يرحموا
ضعفَ أنثى - لِرَداها - تنحدر

وصِباها يانعٌ مستعذبٌ
يأسرُ القلبَ ، ويغتالُ النظر

والجمالُ الغضُ فيها يُشتهى
غادة تسبي أحاسيسَ البشر

قدّها المياسُ غصنٌ يانعٌ
وجمالُ الوجه يُزري بالقمر

وبعينيها تناغي مَن رَنا
ثم تكويهِ بأطياف الحَوَر

سِحرُ عينيها أليمٌ أخذه
فإذا ألقته أودى بالبصر

ولها صوتٌ يُسَلي سامعاً
دندناتُ العود مِن خلف الوتر

لكنِ الغادة هذي فرّطتْ
واستعانتْ - في التدني - بالزمَر

واستباحتْ كل ما تصبو له
ما اتقت رب الأنام المقتدر

واستهانت - بالبلايا - حولها
مثلُ هذي كيف تصغي للنذر؟

صحبتْ للشر أشقى خلةٍ
فلها - في كل يوم - مؤتمر

وزوايا البيت ضاقتْ بالتي
ملأتْ - بالدعر - أركانَ الحُجَر

سلمتْ عِرضاً ومالاً والحِمى
لضيوف البيت والعِير الأخر

أمتعتهم كي يُلبوا ما اشتهتْ
لم تخف – يا ليت شعري - مِن سقر

كل نذل يبتغي مرضاتها
هاذياً في السر والنجوى سمر

وأحاطتهم بموفور العطا
مِن نقودٍ أو ثياب أو غتر

بينهم تمشي الهوينى ، تنتشي
وحواليها أكاليلُ الزهر

تنثني تيهاً ، وتزجي أنسَها
لم تكن تخشى - مِن القوم - الخطر

ثم خانوها ، ورامُوا ضرّها
ومِن الأوغاد كم يأتي الضرر

فاستشارتْ - للتحدي - حيّة
تستعيرُ الكيدَ حتى تنتصر

وعلى السم استقرتْ خطة
كي يبيت الكل في جوفِ الحفر

وإذا الشورى دمارٌ ماحِلٌ
مُعْقبٌ - في الدار - بركانَ الغِير

أخضراً لمّا يدعْ ، أو يابساً
بل أباد الكل ، حتى والأثر

بقيتْ تغشى الورى أخبارُهم
إن فيها للجميع المُعتبر

مَن يبعْ ديناً بدنيا ينهزمْ
والذي يغشى الدنايا ينحدر

© 2024 - موقع الشعر