ليس الخبر كالمعاينة - أحمد علي سليمان

بيعَ الضَّميرُ كَمَا الرّقيقْ
والمرءُ يَحيَا كَالغَرِيقْ

عُمْرٌ يَغُص بحُرقَةٍ
في القلب مِن فِعلِ الصَّديق

والصَّوت مَجنوزُ الصدى
مِن بعد أن غدر الشَّقيق

والدمعُ دامِ في الحنا
يا ، لا يَجِفُّ ، ولا يُفيق

والصدق تحت مطارقِ ال
تخوين ، لَيسَ له شُرُوق

والحق - في الأغلال – يش
كو غِلظةَ القيد الوثيق

خنت الصَّديق أيا فتى
حَمّلته ما لا يُطيق

واليوم تُكرِمُ صَاحباً
وتُعيره مِنك العُرُوق

وتَحُوطه بعِنايةٍ
وتجود بالكرم الوريق

وتَذود عنهُ ، وإن أبى
وتكون كالخِل الشَّفيق

فَتَراهُ ساعة يَغتني
يَطغى ، ويُشعل في الحريق

وتَكون أَنتَ ضَحية
وتعيش في أسفٍ وضِيق

ويُذيقك الأحزان تت
لو بَعضها بَدَلَ الرَّحيق

ويُذيع سِركَ في الورى
ويلوكُ عِرضك كَالسَّويق

من أجل ذلك لا تُصا
حب هازلاً ، ودعَ البَريق

دعَ عَنك كُلَّ مُزخرفٍ
في الهزل ثرثارٌ أنيق

إنَّ السَّفيه يبيعُ كُ
ل صداقةٍ بيعَ الرَّقيق

وتَراه يحزن إن أتتْ
لكَ فرجةٌ ، بِئسَ الرَّفيق

جَربتُ أهل زَماننا
فإذا أمُورٌ لا تليق

فوجدتُ أكثرهم يَمي
ل إلى الأذى العاتي العميق

فَتَرَكتُهُم وفِعالَهُم
ومضيت وحدي في الطريق

وصببتُ تجربتي بشِع
ر نابض الفحوى رشيق

© 2024 - موقع الشعر