عيد الميلاد - باسم عبدالحكيم عيد

عيد الميلاد وتاريخ الاجداد
 
قال فيلسوف زماننا
للناس ثلاثة أعياد
فرحه وحفاوة وبداية أمجاد
عيد الفطر،
وعيد الأضحى،
و عيد الميلاد.
يأتي الفطر وراء الصوم
ويأتي الأضحى بعد الرجم
لكنّ الميلاد سيأتي
ساعة إعدام الجلاد.
قلت له: في أي البلاد؟
قال الفيلسوف
من غزه حتى أفغانستان
من السودان إلى لبنان
من المشرق حتى بغداد
قُتل الفيلسوف
لكنّ الفيلسوف يا موتى
علمنى سر الميلاد.
 
كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين!
لم يكن عندي شفتين
قيل لي ولم أرد
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه
، والثاني سجين.
وثالث مكمم فى حصار متين
ووجدت الدمعة في عين أبي
سر دفين.
كان رغم الخفض مرفوع الجبين.
غير أني، فجأة،
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!
قلت: ماذا يا أبي؟!
رد بصوت لا يبين:
ولدي..
مات أمير المؤمنين.
نازعتني حيرتي
قلت أمسه ما يمس المجانين
قلت لنفسي:
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!
كيف يبكيه أبي، والآن،؟
بعد كل تلك العقود
بعد ماذهب من سنين
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!
 
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين.
كنت طفلاً..
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء المخزولين
وتخيلت وبعض الخيال أدب
أن زعيمامن احداهم
كان صغيراً، وانفقد
فانتاب أمه الكمد
وانطلقت ذاهلة
تبحث في كل البلد.
قيل لها لا تجزعي
فلن يضِلّ للأبد.
إن كان مفقودك هذا طاهرا
وابن حلال.. فسيلقاه أحد.
صاحت: إذن.. ضاع الولد!
وصحت أنا مناديا على الاخر
في حملة الإبادة
(الاخر)
كان كتلة من قوة الإرادة:
هدّ الخصوم بيته
واغتصبوا زوجته
وأعدموا أولاده.
لكنهم أبدا
لم يكسروا عناده.
قال لهم:
لي زوجة ثانية ولاّدة!
ساعتها أدركت
أن الناس صنفين لازياده
يولد الناس جميعاً أبرياء.
فإذا ما دخلوا معترك الدنيا
قذفوا بأرحام النساء
في اتجاهين:
فأما أن يكونوا مستقيمين..
وأما أن يكونوا رؤساء!
© 2024 - موقع الشعر