عصر الميلاد - محمد الفيتوري

وتطلعت إلى عينيك، والشعر سلاحي
عار الجبهة، كالفجر مغطى بجراحي
أتلقى عنك أعداءك، أعداء كفاحي
الذين اغتصبوا عرضك مرة
حملوا عارك زهرة
عبثت أقدامهم في حرماتك
رقصوا فوق رفاتك
شوهوا تاريخك العالي، المهيب الكبرياء
أغرقوه بالدماء..
سرقوا أثمن ما يحمله صدرك يا أم بلادي
سرقوا تاجك، ثم اضطهدوك
سرقوا سيفك، ثم اغتصبوك
سرقوا مجدك، ثم احتقروك
إنما لم يقتلوك
* * *
فلقد كنت الملايين التي ليست تموت
الملايين التي يولد في أحشائها
اليوم.. وغد..
والتي قوتها ليست تحد
والتي تولد في كل صباح، من جديد
في ملايين المهود
 
لومومبا والشمس والقتلة
في قلي سيف يقطر بالدم
يتصبب حقدا وضغينة
يرجف غضبا يا لومومبا
يا سيف بلادي الذهبي المدفون
المصلت فوق رقاب الجلادين
لن أنتزعك من أعماقي
ابق مكانك
ابق مكانك
لن تصدأ في تربة روحي
فتوهج في نار جروحي
أصبغ أعلام الثورة، يا سيف بلادي
أنشر أعلام الحرية، فوق بلادي
كن شمسا، فلقد ماتت هاتيك الشمس
ما عادت تسطع ملء عيون المضطهدين
إنا أشعناها يوما بمآقينا
ورفعناها فوق التاريخ بأيدينا
وغسلنا جبهتها بدماء مآسينا
ثم انطفأت يا لومومبا
لما أضحت شمسا أخرى
تحرق أيدي المضطهدين
يا لومومبا..
في قلبي أنت
البطل الأسود ذو القدمين العاريتين
الراكضتين على نهر الكونغو
كانت تركض خلفهما أشجار الغابات
كانت تتهدج لهما أنفاس الظلمات
كانت أمواج الكنغو..
توغل في الركض
كان الفارس ذو الرهبة
ذو الصوت الفضي
عيناه عالقتان على نجمه
شفتاه مطبقتان على كلمة
كانت أصوات المضطهدين
تجلجل في روح الأرض
يا لومومبا..
إن الخونة لا ينتصرون
لا يصبح بطلا من خان قضية شعبه
من أسقط رايته يوم نضاله
من سد عليه طريق الحرية
من قبل أقدام القتلة
أبدا.. أبدا يا لومومبا
لن يصبح "موبوتو" بطلا
حتى لو وضع الأغلال بكفيك
حتى لو صلب الثورة في شفتيك
حتى لو أصبحت سجينه
حتى لو أصبحت طعينه
فستبقى الأحقاد دفينه
تتطلع في عيني شعبك..
في عينيك..
في سخر لعيون القتلة
© 2024 - موقع الشعر