في غفلة الميلاد - حكمة شافي الأسعد

هذا هو الميلادُ ..
 
داءٌ في الشموع،
 
وفي حرير الراقصات،
 
وفي فُتاتِ الحبّ،
 
في المطر العضالِ،
 
وفي الحقيقةِ،
 
في ملاك الصمتِ،
 
في نَبَضَات نورسةٍ تعلّمني الحياةَ
 
وتفتح البابَ الأخيرَ على المنافي.
 
هجرتي ابْتَدَأَتْ،
 
فماذا يفعل الميلادُ عند البحر؟!
 
إنّ البحرَ للقتلى،
 
ما يكفي ولي في شمعة الميلاد
 
وفي جرس الكنيسة ما يهزّ القلبَ أكثرَ.
 
كلُّ ما يصحو هنا في غفلة الميلاد صمتٌ عابرٌ../
 
شَجَنٌ ستُمسكُه الطوائفُ من حناجرهِ ..
 
ستمسكه الطوائفُ من حقائبهِ،
 
وترميهِ كمنفيٍّ على ليل المحطّات الغريبةِ ../
 
يا إلهي .. كم تُغيّرُكَ السياسةُ ؟!!
 
كم تُغيّرني الموانئُ ؟!!
 
كلّما عَبَرَتْ على سُفني الموانئُ قَلَّتِ الرغباتُ في قلبي،
 
اْبْتهاجٌ واحدٌ في العمر يكفي،
 
والخساراتُ التي تبقى يلقّنها الشجنْ
 
لغةَ النحاس على الصدى
 
والحبّ يرمي للزمنْ
 
حجرَ الوداع ِ،
 
ويعبر المنفى.
 
اْبْتهاجٌ واحدٌ في الحبّ يكفي،
 
والخساراتُ التي تخفى
 
تُعاد غريبةً.
 
سأقول للقتلى:
 
اْرْفعوا عنّي أصابعَكمْ
 
لأُشعلَ شمعةَ الميلاد وحدي ..
 
قَلَّتِ الرغباتُ في قلبي
 
فلم يعبأْ بثرثرة النحاس على الصدى./
 
يكفي ابتهاجٌ واحدٌ
 
يكفي ابتهاجٌ عابرٌ بين السيوفِ
 
وبين من يَرِثُ الحنينْ.
 
*
 
25/12/2004
© 2024 - موقع الشعر