كتابة الملل

لـ محمد مظلوم، ، بواسطة سماهر، في غير مُحدد

كتابة الملل - محمد مظلوم

أجتهدُ في كتابة المللِ،
 
حتى يشع التراب بين أظافري،
 
ويرتمي خارجَ حدائقي الدخانُ،
 
حتى أرى لحم الملائكةِ هابطاً
 
بزنابيلَ ومظلاتٍ.
 
مَنْ يُشاكسُ الميتينَ،
 
في مبارياتهم عَلَىْ تكذيب أقدمهم.
 
يبلعُ الأذى ما تبقى من مطرودينَ،
 
لهم خواتمُ، وعَلَىْ وجناتهم طينٌ يسميهم،
 
وفي أسمائهم سمٌ ينطقُ ميتاتهم بالترتيب.
 
أذى آخرُ يحفرُ صورته،
 
بنظارتيم من سُعالٍ،
 
عَلَىْ ضباب نافذةٍ،
 
يسافر خلفها وجه من شتاء،
 
إلى جنوب مجفف عَلَىْ الرصيف.
 
أرتعب من بقية النوم عَلَىْ ملابسي،
 
فلا أحسُّ أنني خرجت ن السماءِ حقاً،
 
كأن ما أتلفت من أحلام عَلَىْ الضفتين
 
لم تكفِ لتوقيع الحَيَاْةِ بإمضاء إلى التلف.
 
يحتجزون هندساتهم
 
وهي تبنى سريعاً في ملفٍ مفقودٍ
 
كأنهم يبتسمون في التوقيع،
 
أو
 
كأنهم واقفون حقاً في التردد..
 
الإيابيون؟
 
لم أقل أنهم من الفشل،
 
ولا أظنهم إلى الذهاب،
 
مع أنّض ذهبهم مُسنٌّ.
 
لا أرى، فكيف لي أن أنام عنك أيتها الأيام؟
 
أشتدُّ في التأبينِ
 
كما لو أنني أنقصُ كلَّ يومٍ.
 
وأتعدّدُ،
 
ذلك أنهم غادروا وحبرهم لازمٌ،
 
أما أورامهم
 
فتنقلها شاحناتٌ إلى الخريف المؤلَّل.
 
ومع هذا،
 
ليست صورةً تامة الأمراض
 
يبارزها عَلَىْ الحائطِ،
 
أعداءٌ ملثَّمون وركبُهم ممْحوَّةٌ.
 
فمن سرقَ اللوْحةَ
 
وهي لمْ تُفرغْ مسدساته بعدُ؟
 
أيائل مقلوبة عَلَىْ ظهيرتها
 
كزوارق تهرب من سماء تراقبها باستمرار،
 
كان الفجرُ هكذا
 
عندما اضطررتُ إلى نسيان كل ما يشبهني في السرير.
 
وليس جندياً مصاباً بالحنين
 
إلى حروب الذباب،
 
وليكن جنازة مرفوعة عَلَىْ نافورةٍ
 
والمعلمون،
 
يلقنون تلاميذهم جباية الألم.
 
حتى السماء وهي تلوي رغبتها،
 
ممهورة بتقاعسي إلى آخر القارات
 
حتى أظافري المكوية ببطء
 
تتلعثمُ في تهييج العطر عَلَىْ الزجاج،
 
وكمن يطق رقبته، بعد يوم بكوابيسَ
 
أو
 
كمن يغطُّ في يومٍ بأيامٍ مملةٍ
 
أو
 
كمن ينام إلى آخر السطر…
 
كزرقة في مكتب مكنوس،
 
ذاكرتي تصكُ أسنانها
 
وحولها مهربونَ
 
فديتهم حصان عليه ثمار بيضاء،
 
وقائماه يخوضان في عسلٍ.
 
من أبدلني بزهاء عشرة مني
 
ومع هذا أتخبط في الوصول إلى ملامحي؟
 
خلال ذلك،
 
ذئبٌ يترجم الله إلى مصاهراتٍ
 
مع المسلحي.
 
بينما شتاء قادمٌ
 
فراؤه أخضر العينيين!
 
المتعة قوس من ظلامٍ.
 
وها أنا أتسلق النسيانَ
 
لأستردَّ ناراً غير مسكونة
 
أتسلقُ النسيان ليوصلني إلى هضبة عويلي،
 
تتفجَّرُ فيها الصُورُ
 
كألغام حرب قديمةٍ
 
المتعةُ ظلامٌ مقوسٌ
 
أفعالٌ غير متشابهة ليائسٍ مشبوهٍ
 
وها أنا
 
أتدحرجُ من نهاياتٍ مسننة ومسنة أيضاً!
 
مُعدِّلاً آثاري
 
لغماً حائراً،
 
والشبهات عَلَىْ جانبيه.
© 2024 - موقع الشعر